د. خالد رمضان

هل العناية بالبشر تعد جزءاً من البنية التحتية؟ ولماذا يشعر البعض بالقلق من توسيع مفهوم البنية التحتية لتشمل ما هو أكثر وعياً من الجمادات؟

الواقع أن معظم الدول لا تزال منهمكة في توجيه استثماراتها للمشاريع المادية، بينما يتم إهمال العنصر البشري، في الوقت الذي يتوقع فيه معهد ماكينزي الشهير للاستشارات أن تضيف المخرجات الصحية المتفوقة 12 تريليون دولار إلى الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول 2040، وذلك من خلال تحسين إنتاجية العاملين المأزومين صحياً.

تبقى الاستفادة من الأصل البشري في الاقتصادات المختلفة مرهونة بتحسين الرعاية الصحية، والسماح للمتعلمين وبخاصة النساء بشغل أدوار إنتاجية أعلى، حيث تعزز الاستثمارات الصحية والتعليمية نوعية رأس المال الاجتماعي الذي يميز المجتمعات الناجحة، ما يغذي روح الابتكار ويدعم التوظيف، إذ تجتذب المناطق الجغرافية فائقة البنية التحتية الجامعات الرائدة، ودور الرعاية الصحية المتميزة، وهما قطاعان يعملان بكفاءة في تنمية البيئة المحلية العطشى للوظائف.

على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، يثير اعتبار المواطنين أولوية ضمن منظومة البنية التحتية جدلاً واسعاً بين الجمهوريين والديمقراطيين، فبينما يعتزم الرئيس الأمريكي جو بايدن إنفاق 400 مليار دولار على الرعاية الصحية، و25 مليار دولار على رعاية الأطفال، يرفض منتقدوه توسيع مفهوم البنية التحتية، ويجادلون بأنه لا يجب أن يتضمن إعادة تأسيس البنية المتهالكة تعزيز الخدمات الأساسية للمواطنين بمبالغ طائلة.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

اقتصاديّاً، يساعد الاستثمار في الصحة والتعليم المواطنين على المنافسة في سوق العمل المضطربة منذ اندلاع الجائحة، إذ إن متوسط عائد سنة إضافية من التعليم العالي للأفراد يمكن أن يزيد الأجور 15%، ويمنع موجة الهجرة المستمرة من الدول النامية إلى الخارج، بينما يساعد تحسين النواتج الصحية السليمة على توفير سبل العيش الكريم وزيادة الإنتاجية.