تغريد السعيد رائدة أعمال وخبيرة في التكنولوجيا الرقمية ـ الإمارات

أحدثت التكنولوجيا تغييرات كبيرة في النَّمط اليومي للشهر الفضيل، بعضها قد يكون إيجابيّاً والبعض أقرب ما يكون إلى الجانب السلبي، وذلك على غرار ما أفرزته في كل جوانب حياتنا الأخرى.

فبدءًا من تطبيقات الهواتف الذكية، التي صُمّمت خصيصاً للتذكير بأوقات الصلاة، وقراءة وتفسير القرآن، وتطبيقات الأدعية والأذكار والنصائح والأحكام الدينية، التي تمكن المستخدم من الاستفسار عن أي سؤال بكل خصوصية وشفافية، وانتهاء بالسلوكيات السلبية التي تفقد روحانية هذا الشهر الفضيل.

ولعل أبسط تلك السلوكيات هي ارتفاع نسبة البرامج والمسلسلات الترفيهية بشكل مبالغ فيه خلال شهر رمضان، وأمام سيطرة الهواتف والألواح الذكية أصبح بإمكان المشاهد متابعة هذه البرامج وتوزيعها على مدار الساعة، بالإضافة إلى نشر التعليقات والتحليلات والانتقادات والإشاعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أثناء أو بعد مشاهده هذه البرامج، ومشاركتها مع العالم لإضاعة الوقت، وتخفيف الإحساس بالجوع أثناء فترة الصيام.

أما البعض الآخر فيقوم بمشاركة الآيات والأدعية فيما بينهم حتى لو لم يقرأوا شيئاً منها، والبعض يقوم بتصوير طرق تحضير مائدة الفطور والسحور، ومناقشة الخطط والاقتراحات والاستعدادات المستقبليَّة لموائد شهر الخير إلى نهاية الشهر.

كما لا يخفى علينا برامج المسابقات التي شاهدت تزايداً ملحوظاً هذا العام، لتظهر وتكرم أفضل شيف أو زوجين بينهما تناغم فكري وذوقي في موضوع الطعام والطبخ والنفخ.

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة


بناء عليه يقوم العالم العربي والإسلامي، وبكل جدارة، باستخدام التكنولوجيا لتصحير الطابع الروحاني للشهر الفضيل سواء كان عن طريق النفاق الديني من البعض، أو الانغماس في البرامج الترفيهية، وشن الحروب في مواقع التواصل الاجتماعي، أو الشراهة على أصناف الأطعمة والمأكولات بشتَّى أنواعها.. فهنيئاً على هذا الإنجاز.