د.عبد الله الجسمي

تناول بعض الكتاب في الكويت مؤخراً مسألة عدم تقديم الإخوان المسلمين فكراً وثقافة إنسانية تعكس التطورات الحضارية الجارية في العالم (د. حامد الحمود و ا. خليل علي حيدر)، وفي الحقيقة لا يقتصر الأمر ‏على الإخوان فقط، بل على غالبية قوى الإسلام السياسي.

وللمساهمة في هذا النقاش تجدر الإشارة للآتي، وهي أن ظاهرة الإسلام السياسي هي ظاهرة سياسية صرفة ومفتعلة، يهدف القائمون عليها إلى الوصول للحكم متبعين كافة الوسائل التي تعينهم على ذلك. ‏

وهي لا تعكس التطور الحضاري والفكري، الذي حققته البشرية، أي أنها ليست استجابة فكرية وثقافية لهذا التطور، بل تهدف إلى هدم المجتمعات المدنية الحديثة والعودة إلى مجتمعات ما قبل الحداثة.

ومسألة تقديم موضوعات تتعلق بالفكر والثقافة والإبداع الفني والأدبي، وتقتضي الإلمام ‏بالأفكار والاتجاهات الفلسفية والقيم المدنية الحديثة والاتجاهات الابداعية المعاصرة، يعتبره معظمها ضرباً من الكفر والزندقة، فهي تتمسك بالنصوص، وتُقْصي أي طريقة تفكير أو قيم لا تتماشى مع أفكارها الأيديولوجية.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

فعلى سبيل المثال لم يقدم الإخوان المسلمون نظاماً للدولة الإسلامية التي يريدون إقامتها ولا طريقة الحكم فيها، ولا كيفية الوصول إلى السلة، ولا كيفية توزيع الدخل، وقيام التعددية أو احتكار السلطة من حزب الإخوان فقط.

كما يظهر تيار الإسلام السياسي موقفه من المواطنة، فمثلاً هل سيحظى الجميع بمواطنة متساوية بغض النظر عن المذاهب والأديان، أم ستكون منقوصة لمن يختلف معهم؟

الإخوان وغيرهم لا يتحدثون عن هذه الأمور، لأنهم لا يملكونها، ولأنها ستكشف حقيقتهم وحقيقة الأوهام التي يروجونها بين الناس.