د. مجيب الرحمن

في ظل الأزمة الصحية الخطيرة الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا في العالم وفي الهند أيضاً منذ ما يزيد على سنة، فإن القطاع الأكثر تضرراً هو قطاع التعليم الديني في الهند، فالمدارس الإسلامية المنتشرة في ربوع الهند كلها، والتي قد يتجاوز عددها ثلاثين ألف مدرسة ما بين صغيرة وكبيرة، أغلقت أبوابها في أبريل 2020 إثر تنفيذ الإغلاق الصارم في الهند كلها، لذا فالطلبة والمعلمون ينتظرون بفارغ الصبر نهاية الجائحة حتى يمكنهم معاودة النشاطات التعليمية.

وفعلاً قد بدأت المدارس الدينية في أنحاء الهند تستعد لفتح أبوابها بعد عيد الفطر 2021، إلى أن اندلعت الموجة الثانية الشرسة لفيروس كورونا، وأعلنت معظم الولايات الهندية مرحلة جديدة للإغلاق الصارم للحد من انتشار الوباء، وفيما يبدو ونظراً إلى الظروف الصحية الطارئة لن يكون من الممكن لهذه المدارس والكليات فتح أبوابها على المدى القريب.

مؤسسات التعليم الديني الإسلامي في الهند تعتمد على تبرعات أهل الخير من المسلمين في الهند من أموال الزكاة والصدقات. جزء منها يحصل على التمويل من أهل الخير في دول الخليج، ومعظم هذه التبرعات يتم جمعها على أيدي مسؤولين يسافرون إلى أماكن مختلفة لجمعها، وعدد لا بأس به منهم يسافرون إلى دول الخليج لجمع التبرعات من المؤسسات الخيرية ومن أهل الخير، والأموال التي يجمعونها، تسد حاجاتهم ونفقاتهم طوال السنة، وتُنفق على سداد رواتب المدرسين والموظفين وإطعام الفقراء من الطلبة والطالبات.

مع العلم أن رواتب هؤلاء المدرسين قد لا تتجاوز مئة أو مئتي دولار على حد أقصى، ومع ذلك فهذه الطبقة من المسلمين تعيش على الكفاف والزهد والقناعة لتخدم الدين، ولولاهم لطوي بساط الإسلام في بلد مثل الهند.

المقلق أن هذه المدارس الدينية الإسلامية في حالة احتضار بسبب نقص التمويل منذ سنة كاملة، وقد عجزت عن دفع رواتب الموظفين والمعلمين، الذين يعانون من الفقر الشديد، بل بعضهم يعاني من المجاعة، لأنهم لا يتوفرون على وسائل أخرى لكسب المعاش.

ومن جهة أخرى، فقد توقفت أنشطة التعليم تماماً في هذه المدارس منذ سنة كاملة على عكس المدارس والكليات والجامعات الحكومية التي نفذت التعليم عن بعد في مؤسساتها، وبالتالي يمكننا القول: إن المدارس الإسلامية في الهند تواجه مستقبلاً مظلماً وتناشد أهل الخير من المسلمين دعمها وإنقاذها.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»