الرؤية

تاريخياً، ارتبطت أرض دولة مالي بالذهب حيث اكتنزت تربتها مناجم هائلة لدرجة أن ملكها المسلم مانسا موسى (حكم في القرن الـ14) يُصنف حتى اليوم «أغنى رجل في كل العصور» بسبب ثروته من المعدن النفيس غير القابلة للعد.

وعبر قرون من الزمن وصولاً إلى اليوم، ظلت مالي تعيش واقعاً مزدوجاً، من جهة هي إحدى أغنى دول القارة بالمعادن النفيسة خصوصاً الذهب فهي ثالث بلد في إنتاج هذه المادة أفريقياً بواقع 61 طناً سنوياً 2009، ومن جهة أخرى هي بلد الأزمات المستمرة والفقر المستشري والانقلابات المتتالية.

وفي هذا البلد الذي يقبع نحو 45% من سكانه تحت خط الفقر، لا يبدو كرسي الرئاسة قابلاً لاحتضان أي زعيم أكثر من أشهر معدودة.

وبعد 9 أشهر من أحدث انقلاباته، أيقظ جنود الجيش المالي سكان البلاد على وقع انقلاب جديد بعد اعتقال ضباط للرئيس ورئيس الوزراء الانتقاليين، في تحرك أدانه المجتمع الدولي.

أخبار ذات صلة

سوء التغذية يتفاقم في إثيوبيا بين الأطفال
لنقص المياه.. فندق 5 نجوم في زيمبابوي يوفر لزبائنه الماء الساخن في «دلو»

تطورات ميدانية

والأربعاء، سمح الكولونيل عاصمي غويتا الرجل القوي في السلطة المالية بعد الانقلاب الأخير، لوسيط المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا (ايكواس) غودلاك جوناثان بأن يلتقي بالرئيس ورئيس الحكومة الانتقاليين اللذين أوقفهما العسكريون، الاثنين.

وأعلن غويتا، الثلاثاء، عزل الرئيس المؤقت باه نداو ورئيس الوزراء مختار عوان بعد إلقاء القبض عليهما يوم الاثنين.

ووعد غويتا، الزعيم السابق للانقلاب العسكري الذي وقع في أغسطس 2020، بإجراء انتخابات جديدة في عام 2022.

وتشهد مالي التي يبلغ عدد سكانها 19 مليون نسمة، وجارتاها النيجر وبوركينا فاسو إلى جانب أعمال العنف التي تنفذها حركات إرهابية، نزاعات قبلية وغيرها من المواجهات التي خلفت الآلاف من القتلى ومئات الآلاف من المشردين.

واعتقل الرئيس ورئيس الوزراء بعد ساعات فقط من تشكيل حكومة جديدة إثر استقالة الحكومة السابقة أمام تزايد الاحتجاجات ضدها.

ردود فعل دولية

ويعقد مجلس الأمن الدولي جلسة مغلقة حول مالي الأربعاء عند الساعة 19:00 ت غ، وفق ما كشفت مصادر دبلوماسية الثلاثاء.

وكانت فرنسا ومعها الأعضاء غير الدائمين بالمجلس النيجر وتونس وكينيا وسانت فينست والغرينادين، قد طلبت من الرئاسة الصينية للمجلس عقد جلسة طارئة.

ولم ترد أي مؤشرات تفيد بإمكان تبني إعلان مشترك خلال الجلسة الطارئة.

وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان قد أعلن في وقت سابق من باريس أنه سيتم تقديم طلب لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي بعد التطورات الأخيرة التي شهدتها مالي، من دون تحديد موعد عقد هذه الجلسة.

وأوفدت مجموعة غرب أفريقيا الرئيس النيجيري السابق جوناثان، الثلاثاء، إلى العاصمة المالية للقيام بمهمة جديدة للمساعي الحميدة.

وتتزايد المخاوف في المنطقة من أن تؤدي التطورات في مالي إلى تفاقم الاضطرابات حيث تسيطر جماعات إرهابية مرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش على مناطق شاسعة من الصحراء في شمال البلاد.