ساتوشي إيكوتشي

في خطابه الأسطوري عام 1961، خاطب الرئيس الأمريكي الأسبق «جون كينيدي» المواطنين الأمريكيين بلهجة صريحة فيها نوع من التحدي قائلاً: «لا تسأل عمّا يمكن لبلدك أن يفعله من أجلك، بل اسأل عما يمكنك فعله من أجل بلدك».

بعد 60 عاماً، يعود الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ليستنسخ المقولة ذاتها في 16 أغسطس الجاري، حين قال لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية: «لا تسألوا عما يمكن أن تفعله الولايات المتحدة من أجلكم، بل اسألوا عما يمكنكم فعله لبلدانكم للحفاظ على علاقاتكم».

ما وضحه بادين هو الواقع الجديد والمتمثل في أن القوات الأمريكية لا يمكنها ولا ينبغي لها أن تقاتل وحدها في حرب إذا كان حلفاؤها غير مستعدين للقتال من أجل أنفسهم.

هذه الرسالة كانت كالموجة الصادمة، تردد صداها بهدوء في أذهان صانعي السياسة من حلفاء الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم، وفُهمت على أنه حان الوقت الآن للتفكير والتأمل جيداً في العلاقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة.

في الثمانين عاماً الماضية من القرن الأمريكي، خاضت القوات الأمريكية العديد من الحروب من أجل «الحرية»، وغالباً ما كانت موافقة حلفائها أمراً مفروغاً منه، ما نتج عنه «أبناء مدللين» مُنحت لهم امتيازات هي غالباً في اتجاه واحد، أي من أمريكا إلى حليفها.

لقد أنتج التدخل الأمريكي في الخارج الكثير من علاقات التدليل، علاقات غير صحية تسببت في استياء بين الجماعات التي لا تستفيد من ذلك بشكل مباشر، ففي بعض الأحيان كلما ضخّت الولايات المتحدة مزيداً من الموارد في علاقة ما، تدهورت تلك العلاقة، لأنه بالنسبة للـ«أطفال» المدللين اعتبرت جميع الخدمات أمراً مسلماً به.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»


وجاء قرار بايدن بقطع العقدة المركزية لذلك التعريف «البديهي» للعلاقة «مدلِّل ومدلَّل»، وكان ينبغي على الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة إعادة تقييم علاقاتها معها، ومحاولة إزالة أي شك بالاعتماد المفرط عليها، خشية أن تصبح تلك الدول الحليف التالي الذي يتم التخلي عنه.

في النهاية، قد لن يكون هناك تأثير لأحجار الدومينو على معظم التحالفات الأمريكية الحالية، حيث إن حلفاءها الرئيسيين مثل: دول الناتو أو اليابان بشكل عام، تعتبرأُصولاً للولايات المتحدة وليست التزامات، وبدون مساعدة تلك الدول الرئيسية لا يمكن للولايات المتحدة الحفاظ على مكانتها العالمية، والتي أصبحت جزءاً لا غنى عنه في أسلوب حياة الفرد الأمريكي، حيث قاتلت قواتها من أجلها في كثير من مناطق العالم.