هل هناك علاقة بين ما يحدث في آسيا الوسطى، والصراع الأمريكي الصيني الروسي، على رسم ملامح السيادة العالمية؟ يقيناً لا يمكن التعاطي مع التطورات الراهنة في آسيا الوسطى، بمعزل عن ملامح النظام العالمي الآخذ في التبلور.
عاش العالم منذ انتهاء حقبة الاتحاد السوفييتي، وحتى بداية الألفية الجديدة، في كنف الولايات المتحدة الأمريكية، إذ أصبحت تقود العالم متسلحة بقوة عسكرية واقتصادية كبيرة جداً. خلال تلك السنوات لم يكن هناك تهديد حقيقي لإزاحة أمريكا عن صدارتها. الصين آنذاك أشبه بعملاق نائم، لم يحن وقت استيقاظه. الاتحاد السوفييتي خرج من الحرب الباردة يلملم أشلاء التفكك. أوروبا تلك «القارة العجوز» أدركت أنه حتى يكون لها موطئ قدم في النظام العالمي الجديد، لا بد لها من الاتحاد.
أضف إلى ذلك تركها الساحة السورية على مصراعيها أمام الدب الروسي، الذي بات اللاعب رقم واحد على الأرض، واكتفت بوجود نحو 900 عسكري شمالي شرق سوريا بحجة ما أسمته دعم مواجهة فلول داعش. لا يمكن أيضاً إغفال المساعي الأمريكية حول فكرة فتح طريق في منطقة القطب الشمالي يكون ممراً للتجارة بين روسيا في أقصى الشرق، والولايات المتحدة الأمريكية في الجانب الغربي. في الوقت نفسه لا يمكن إغفال أن هناك عقبات على طريق التقارب الروسي الأمريكي، تتمثل في التصريحات العدائية المتبادلة حول الاتهامات التي طالت موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية، والحرب السيبرانية على الأجهزة الأمنية الأمريكية، وتنامي القلق بشأن زيادة الصادرات الروسية من الأسلحة للأسواق التقليدية للسلاح الأمريكي. بيت القصيد: إنه لم يكن هناك ما يمنع أمريكا من التضحية بنظام أشرف غني في أفغانستان على مذبح «تحييد روسيا».