باسمة أبو شعبان

«منذ نعومة أظافري وأنا أسمعهم يقولون إن السودان وما فيه من ثروات طبيعية، سواء زراعية أو معدنية أو حيوانية أو مائية، كفيل بأن يجعله سلة الغذاء للعالم، وذلك إذا تم استثماره»، هذه العبارة جاءت على لسان شاب ضمن سهرة البارحة، التي نعمنا فيها بصحبة عدد من الجالية السودانية، وكان السؤال المطروح هو: لماذا لم يحقق السودان هذه النتيجة، وينتعش اقتصادياً؟

جاءت الإجابة من شخصية سودانية إعلامية، حيث قالت: «السودان مشروع مؤجل»، تقصد أن السودان مُخبأ لظرفٍ لا بد مقبل، عندما تنضب الثروات أو تتضاءل من الدول الأخرى، حينها ستلجأ الدول الكبرى إلى ثروات السودان وتستثمرها، والغريب أن الشعب السوداني يعلم ذلك، ولا يحرك ساكناً، فهل ينتظر حتى تستثمر ثرواته الدول المتحكمة، ومؤكد أن استثمارها لثروات السودان لن يكون لصالحه بل لصالحها، مع أن قليلاً من التخطيط ووضع استراتيجيات مستقبلية وتنفيذها بذكاء، وبهمة شباب السودان المقبل على الحياة، سيساهم في جعل الحصاد يعود لأهله، فلا ننتظر أن يكتشف كنوزنا الآخرون!

يُعَد السودان واحداً من أكبر دول أفريقيا مساحة، وهو أيضاً من أهم دول العالم التي تنعم بتوافر المياه والأراضي الصالحة للزراعة، إذ تحيط الأراضي الصالحة للزراعة ضفاف النيل على طول الخارطة وكذلك تفريعاته خصوصاً شمال البلاد، ويعتبر السودان من أغنى الدول العربية والأفريقية في الثروة الحيوانية، ذلك بالإضافة إلى المعادن المنتشرة في شرق البلاد على ساحل البحر الأحمر وفي جبال النوبة.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»

فماذا ينتظر إخواننا في السودان، وفي الدول العربية ليبادروا بالاستثمار في السودان، فمهما أحرزت البشرية من تقدم تكنولوجي تظل الزراعة هي المصدر الأساسي لعيش الإنسان.