د. مجيب الرحمن

استضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً، كلاً من رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، ورئيس الوزراء الهندي السيد ناريندرا مودي، ورئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا، في البيت الأبيض، في أول لقاء حضوري رفيع المستوى لزعماء التحالف الأمني الرباعي (QUAD).

طرح القادة مبادرات طموحة بهدف تعميق روابط المجموعة وتعزيز التعاون العملي بشأن تحديات القرن الـ21، وهي التصدي لجائحة كوفيد-19، من خلال تعزيز إنتاج وتأمين لقاحات آمنة وفعَّالة، وتعزيز البنية التحتية عالية المستوى، ومواجهة أزمة المناخ، والشراكة في التقنيات الناشئة والفضاء والأمن السيبراني، وصقل مواهب الجيل القادم في دول التحالف إلى جانب مناقشة عدد من القضايا الهامة مثل تعزيز التعاون والتبادل في مجال التعليم، وبناء القدرات من أجل التنمية المستدامة، ومشاركة بيانات الأقمار الصناعية لحماية الأرض ومياهها إلى غيرها من القضايا الجوهرية التي تهم دول التحالف الرباعي الأمني.

هذه أهداف وطموحات نبيلة معلنة للتحالف الأمني الرباعي، ولكن الخبراء يذهبون أبعد منها ليستنبطوا منها أهدافاً ودلالات أعمق، ولعل أبرزها حرص الولايات المتحدة الشديد على تعزيز حضورها أكثر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ من أجل بذل جهود أكثر تنسيقاً لاحتواء الصين الصاعدة المنافس الأكبر للولايات المتحدة اقتصادياً وسياسياً. وأما بالنسبة للهند، فإنها فرصة لتكون جزءاً محورياً من التكتل الدولي القائم على مبادئ الديمقراطية، والحرية، والانفتاح في المحيطين الهندي والهادئ للاستفادة المثلى من الفرص الجديدة. ولكل من أستراليا واليابان قد يمثل التحالف فرصة لتعزيز حضورهما في المنطقة في مواجهة تنامي نفوذ الصين إقليمياً، إذ لم يترك توكيد الصين ذاتها خياراً آخر لهذه البلدان.

وقد يشكل التحالف الرباعي جزءاً من التماوج في بنية أمنية آسيوية قد تكون أكثر تصادمية ولا يخلو من مخاطرها الأمنية في المنطقة في ظل التوترات في دول الجوار وعلى رأسها الأوضاع السياسية. ويرى الخبراء أن المجموعة تستطيع أن تحقق نتائج مذهلة إذا ما سعت إلى تحقيق أهداف إنسانية أوسع بدلا من التركيز على احتواء الصين كالإغاثة الإنسانية، وتغير المناخ، وتطوير اللقاحات، والتنسيق بشأن التكنولوجيا، وتأمين سلاسل التوريد، والتجارة، والأمن السيبراني وتعزيز نظام عالمي ديموقراطي وشامل، فهذه الدول تملك، دونما شك، المؤهلات والقدرات البحثية لتحقيق تلك الأهداف التي من شأنها أن تجعل عالمنا مكاناً أفضل للجميع.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»