د. محمد قطب الدين أستاذ بجامعة جواهرلال نهرو- الهند

يمثل الاحتفال باليوم العالمي للترجمة في 30 سبتمبر الماضي، اعترافاً بخدمات المترجمين ومساهمتهم الاستثنائية في تقريب الحضارات والثقافات والتثاقف والتلاقح الفكري، فالترجمة قامت تاريخياً بدور الجسر بين ثقافة وأخرى، بين شعب وشعب نحو غاية التفاهم والتعارف.

وللعرب سبق في مجال الترجمة، حيث اعتنوا بترجمة علوم ومعارف العالم على نطاق لم يشهد له مثيل في تاريخ الأمم والحضارات. و«بيت الحكمة» في العهد العباسي واهتمام الأمراء والحكام بنقل العلوم والمعارف من الحضارات القديمة كاليونان والهند وفارس على أوسع نطاق، قد فتح الأبواب على مصراعيها لدخول العلوم والفنون من الطب والنجوم والهندسة والفلك والآداب إلى اللغة العربية والذي مهد لانطلاق ثورة علمية مبهرة في العالم العربي والإسلامي.

مع مرور الزمن تضاءلت نشاطاتنا ووهنت عزائمنا وأصبحنا مقصرين في نقل العلوم والفنون من اللغات الأجنبة إلى اللغة العربية والعكس، وهذا ما قد يؤدي إلى جهل الجيل الناشئ لما يجري في الآداب العالمية المعاصرة، فنقف حيارى أمام العالم الحديث، كما أشار إليه الروائي الكبير الحائز جائزة نوبل نجيب محفوظ، قائلاً: «الترجمة هي عملية غاية في الأهمية بالنسبة للرقي الفكري لأي أمة».

إن مسايرة العصر هي الموضة وهي الضرورة، ولن يجوز لأي شعب أن يتخلف عن مسايرة الركب العلمي والثقافي، ولن يتأتى هذا إلا بالترجمة، فكل الدول الأوروبية- وحتى الصين واليابان وكوريا- تقوم بترجمة كل ما هو جديد في البحث العلمي إلى لغاتها، لذا يجب علينا إحياء حركة الترجمة لمواكبة العصر أولاً، ولقيادته ثانياً.

شاركوا بمقالاتكم المتميزة عبر: alsaha@alroeya.com

أخبار ذات صلة

فلتتوقف الحكومات عن خفض أسعار البنزين!
الدور الرئيسي لإزالة الكربون واللامركزية والرقمنة في تحول قطاع الطاقة