عبد اللطيف المناوي

علاقتي بالرئيس المصري الراحل أنور السادات لم تكن على ما يرام. هو لم يعرفني، فقد كنت تلميذاً في الثانوي ثم في الجامعة رافضاً لسياساته، قدر ما كنت أفهمها وقتها. كان رئيساً لمصر في فترة التوتر التي أعقبت رحيل عبدالناصر في 1970، والتي بدأت بحالة اللاسلم واللاحرب، والتخلص من رموز الفترة السابقة. حينها سمعت تململات قطاعات كبيرة من المجتمع حول سياسة السادات بشكل عام، وتأخر حرب تحرير الأرض.

لكنه فعلها، ثم ذهب إلى كامب ديفيد، وأغرق البلد في انفتاح اقتصادي، كنت وقتها شاباً كالكثير من شباب هذه المرحلة الذين خرجوا في تظاهرات الجامعات والشوارع والتي انضم إليها فئات عديدة من المجتمع ترفض المبادرة ثم اتفاقية السلام مع إسرائيل، وترفض فكرة الانفتاح وما رافقه من تغييرات في سلوكيات المجتمع، وكذلك السياسات الاحتكارية التي مارسها البعض، والتي أدت إلى رفع أسعار بعض السلع ما كان نتيجته تظاهرات 18 و19 يناير 1977، والتي سماها السادات نفسه «انتفاضة حرامية».

السيدة جيهان السادات، كانت في عزلة بعد موت زوجها، خيم عليها الحزن، قناعاتي عن السيدة كانت أسيرة فكرة أنها زوجة الرئيس التي أقحمت نفسها في العمل العام، وبثت مناقشة رسالة الدكتوراه الخاصة بها على التلفزيون الرسمي، بحضور السادات في مدرجات جامعة القاهرة، في سابقة غريبة ومثيرة للدهشة.

بعد رحيله طالت فترة الحزن، ولم تخرج السيدة إلى الناس لتتحدث عن زوجها. كان غيابها عن الإعلام أمراً يتناقض مع الوضع قبل وفاته، في حين في النصف الثاني من السبعينات كان حضورها طاغياً في الإعلام.

ولحسن حظي كنت أول من التقاها في أول ظهور إعلامي لها. وجدتها تتكلم بحب حقيقي عن الرجل، وجدتها تتحدث بأريحية عن ذكائه وفطنته وقلبه، وحديثها عنه كان مميزاً.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»