حوار: ناهد حمود

تمثّل سيدة الأعمال رشا الظنحاني تجسيداً حياً للطموح غير المحدود، الذي تتمتع به المرأة الإماراتية ويؤدي إلى النجاح في عالم المال والأعمال، فتواجدت ضمن قائمة سيدات الأعمال المواطنات اللواتي تمكنّ من صناعة منتجات لقيت نجاحاً وإقبالاً، عبر تحويل الأفكار إلى منتجات محلية، ثم توسيعها في دول شتى، لتصبح «ماركة» عالمية، من خلال مشروعها «بابا روتي»، الذي افتتحت له فروعاً حول العالم، وبنجاح كبير.

ابتكرت الظنحاني، رئيس مجلس إدارة «بابا روتي»، نكهات جديدة، وخلطات سرية مميزة، لأنها تعتقد أن الابتكار والتميز هما طريق نجاح المشروع، مؤكدة على ضرورة مشاركة أصحاب المشاريع في كل تفاصيل تأسيس مشاريعهم، وعدم الاكتفاء بكونهم ممولين، بغية اكتسابهم الخبرة التي تساعدهم في النجاح الحقيقي.



وأكدت في حوارها مع «الرؤية»، أن فكرة إنشاء سلسلة «بابا روتي» بدأت في إحدى رحلاتها إلى ماليزيا، حين جذبتها رائحة خُبر «البن»، فتذوقته، وبدأت تنمو بذرة فكرة إيجاد مثل هذا المنتج في الإمارات.

ونصحت الشباب المقبلين على خوض تجربة المشاريع الخاصة بأن تكون يدهم في المشروع، مشرفين ومشاركين في كل تفاصيله، وليس فقط كممولين، وعليهم أن يتواجدوا في كل الخبايا، مع دراسة جدوى المشروع دراسة عميقة، والبحث عن الأفكار التي لم يسبق تطبيقها.

ولفتت إلى أن للنساء المواطنات حضوراً في ريادة الأعمال داخلياً وخارجياً، والأعمال النسائية دعمت الاقتصاد الوطني بشكل كبير، إذ بدأت بصمة سيدات الأعمال الإماراتيات تتضح من خلال أفكارهن ومشاريعهن.

أخبار ذات صلة

خالد الشنقيطي مؤسس «صفقات»: جمعتُ مورّدي الأغذية مع المطاعم في منصة واحدة
«قرقاش الدبلوماسية» تستضيف حلقة نقاشية لمسؤولة في الاتحاد الأوروبي




البداية

وتفصيلاً، قالت الظنحاني: «بدأت الفكرة من شغفي بالسفر وتصوير الأطباق من مختلف ثقافات العالم، وفي إحدى رحلاتي إلى ماليزيا، صدف أن مررت بمحطة المترو، وإلى جانبها كشك يبيع خبز (البن)، جذبتني رائحته جداً، فاشتريته وجربته. وأثناء وجودي في الفندق تناولته مرة ثانية، لتراودني أفكار عن سبب عدم وجود مثل هذا المنتج لدينا، لهذا عدت إلى الكشك مرة أخرى وطلبت من البائع أن يصلني بصاحب المشروع».

وأضافت «بالفعل تواصلت مع صاحب المشروع وأخبرته برغبتي أخذ الفكرة لأطبقها في منطقة الشرق الأوسط، وبالفعل أخذت المنتج وبدأت أعمل على تطويره، ومن هنا بدأ المشروع».

وبسؤالها عن رأس المال الذي تخصصه لافتتاح فرع جديد، أشارت إلى أن رأس المال يختلف من مكان إلى آخر، وبطبيعة الحال عند افتتاح فرع في أكبر مركز تجاري في العالم، دبي مول، يكون ذلك مختلفاً عن أي فرع عادي آخر.

وذكرت أن أبرز ما صادفته في البداية كان كيفية إدخال منتج خبز البن لمشروع «بابا روتي»، فكان التوقيت صعباً ومتزامناً مع الأزمة الاقتصادية، والجميع كانوا ضد فكرة المشروع في تلك الفترة، لكنها تغلبت عليها، لافتة إلى أن الأزمات الاقتصادية قد توقف المشاريع الخدمية، لكن بالنسبة المشاريع الأطعمة، فهي أمر أساسي، خصوصاً أن البشر لا يمكنهم الامتناع عن تناول الطعام تحت أي ظروف.

وأكدت أن لديها مشروع «بابا روتي» بفروعه في دول عدة، تغطي الشرق الأوسط، وأفريقيا، وأوروبا، إضافة إلى شركة «الرشا» للاستثمارات، التي تبحث عن استثمارات جديدة لخوض تجاربها، إلى جانب وكالة دعاية وإعلان كانت تخدم lشروع «بابا روتي» في بدايتها، فضلاً عن مشاريع خارجية وأفكار حول إنشاء مطاعم جديدة.



مفاتيح النجاح

وقالت: أرى أن أهم مفاتيح النجاح أن تكون فكرة المشروع جديدة، أي أن أولى الخطوات في طريق النمو هي اختيار الشيء المختلف، وغير الموجود في السوق المستهدفة، أو أن يكون تقديم المنتج بطريقة لم تكن معروفة، فالمنتج المبتكر سينمو ويتطور ويحقق النجاح.

وأعطت الظنحاني مثالاً قائلة «قمت بتطوير نكهات ومذاقات جديدة حسب المواسم في بابا روتي، إضافة إلى ابتكار مشروبات كثيرة مميزة ومختلفة».

وسلطت الضوء على أهمية الدراسة الأكاديمية في نجاح المشاريع، موضحة أنها تخصصت في دراسة تخطيط الأعمال التجارية.

كما ركّزت على ضرورة دخول سوق العمل ودوره في تراكم الخبرات وتقوية المهارات، و«أنا عملت في مجال العقارات وتطويرها، وذلك ساعدني في معرفة مواطن الخطأ وتجنبها، وكلها أمور تصقل وتزيد نجاح المشروع».

رشا الظنحاني.


نصائح

ووجهت جملة نصائح للشباب المقبلين على دخول عالم المشاريع التجارية، مبتدئة بأن تكون يدهم في المشروع، مشرفين ومشاركين في كل تفاصيله، وليس فقط كممولين، وعليهم أن يتواجدوا في كل الخبايا كي يتعرفوا على ما يدور في المجال الذي يخوضونه، ومن الضروري مراعاة مقومات نجاح المشروع، بما في ذلك اختيار الموقع الجيد ودراسة جدوى المشروع دراسة عميقة، فالدراسة هي أساس نجاح المشروع، ولا بد من تقصي الأفكار الجديد غير المكررة.

التجارب النسائية

ورأت أن النساء المواطنات حاضرات في ريادة الأعمال، داخلياً وخارجياً، منهن مصممات شققن طريقهن إلى الولايات الأمريكية المتحدة، وصاحبات مشاريع مختلفة ومطاعم في المملكة المتحدة، ما يعني أن الإماراتية أثبتت وجودها في كل دول العالم.

وأكدت أن بنسبة إسهام ريادة الأعمال النسائية في الإمارات كبيرة في دعم الاقتصاد الوطني، مضيفة «وقد بدأت بصمة سيدات الأعمال الإماراتيات الآن تتضح في هذا المجال من خلال أفكارهن ومشاريعهن».