رضا البواردي

سمحت بعض الفنادق لنزلائها بجلب وجبات طعام تُطلب عبر الإنترنت مؤخراً، في كسر لسياسات داخلية انتهجها كثير من الفنادق لعقود طويلة.

كما وفرت فنادق لنزلائها مطابخ مجهزة في غرفها الفندقية، مع الاحتياجات الأساسية كافة لطهي وجبات مختارة تتناسب مع أذواقهم وطبيعة الأطعمة في بلدانهم الأصلية، وهذا الأمر أيضاً لم يكن مسموحاً به في السابق.

وعزا متخصصون الأسباب الأساسية في هذا السماح، أو ما وصفه البعض بـ«الإجبار» على تقبّل جلب النزلاء للطعام من الخارج، إلى تحاشي كتابة تقييمات سلبية عن المنشأة الفندقية على التطبيقات والمواقع المتخصصة بالحجز أو ما يعرف بالـ«Reviews» من جانب النزلاء، إضافة إلى عدم مقدرة بعض الفنادق على تلبية أذواق جميع النزلاء في الطعام، ولا سيما أنهم قادمون من مختلف بقاع العالم.

وأوضح مسؤولو فنادق أن اختلاف نوعية الزوار عن ذي قبل، وتزايد التطبيقات المتخصصة في الحجز حيث يستطيع المتعاملون من خلالها تقييم الفنادق، وتنوع تأشيرات السياحة والسفر إلى الإمارات، جميعها عوامل أدت إلى تنوع السياح القادمين لفنادق الدولة، وبالتالي اختلاف أذواقهم في تناول الطعام والشراب، ما استدعى السماح بجلب ما يطيب لهم من طعام عبر تطبيقات التوصيل، بل يساعد الفندق أحياناً في توصيل الطلب من باب الفندق إلى غرفة المتعامل.

أخبار ذات صلة

خالد الشنقيطي مؤسس «صفقات»: جمعتُ مورّدي الأغذية مع المطاعم في منصة واحدة
«قرقاش الدبلوماسية» تستضيف حلقة نقاشية لمسؤولة في الاتحاد الأوروبي

تعوّد على الـ«ديلفري»

وقال الخبير الفندقي مصطفى طنطاوي إن نوعيات الزوار متعددي الجنسيات، واختلاف الأجيال عن السابق في عاداتهم الغذائية وتعوّدهم على طلب الطعام عبر الإنترنت «الديلفري»، ووجود نظام تقييمي لرضا النزلاء أو ما يعرف بالـ«ريفيو»، جعلت سماح بعض الفنادق للنزلاء بطلب الطعام من الخارج، أمر لا مفر منه، حفاظاً على اسمها وتنافسيتها في السوق، في تنازل عن قواعد كانت تفرضها الفنادق طويلاً بعدم السماح بالأمر.

وأضاف طنطاوي أنه مع انفتاح التأشيرات السياحية وتنوع الزوار القادمين من الخارج من أسواق (السوق الصيني والهندي والروسي والياباني والإسرائيلي) وغيرها من الأسواق، جعل الفنادق تتنازل عن الاشتراطات السابقة، ولا سيما أن بعضها لا يمتلك القدرة على إنشاء مطاعم داخلية تتوافق مع كل تلك الأذواق والجنسيات.

راحة النزيل

من ناحيته، قال المدير العام لفندق الجداف روتانا دبي هيثم عمر، إن توفير الراحة للنزلاء هي أولوية بالنسبة للفنادق، ولا سيما الضيوف الذين يقيمون لفترات طويلة، مشيراً إلى أن بعض الفنادق وفرت أحدث تطبيقات لطلب الطعام عبر الإنترنت.

وأشار عمر إلى أن الفنادق توفر خيارات متعددة للطعام يمكن للزائر الاختيار من بينها، طمعاً في ولائه للفندق، مثل إتاحة طلب الطعام من خلال تطبيقات الإنترنت المتوافرة، وتوفير مطبخ مخصص للغرف في الفندق لإتاحة الفرصة للزوار لطهي وجباتهم المفضلة بأنفسهم، والتنوع في قائمة الطعام في المتواجدة في الفنادق والقاعات المخصصة للطعام، وطلب الطعام إلى الغرف، إضافة إلى معقولية أسعار الوجبات داخل الفندق.

دفاع عن السمعة

بدوره، قال مدير فندق من فئة الـ4 نجوم في أبوظبي، فضل عدم ذكر اسمه، إن تطبيقات طلب الطعام عبر الإنترنت والسوشيال ميديا بشكل عام أخضعت الفنادق لطلبات النزلاء لتتجاوز الفنادق عن أساسيات وسياسات امتدت لعقود والتي كانت تمنع اصطحاب طعام من الخارج، دفاعاً عن السمعة التي يمكن النيل منها عبر التقييمات السلبية التي يمكن أن يكتبها النزيل على المواقع الإلكترونية المتخصصة.

وأضاف أن السوشيال ميديا ساعدت في توصيل كافة الخدمات التي تلبي احتياجات النزيل، بما فيها خدمات كانت غير مسموح بها في السابق مثل جلب الطعام، سواء من خلال الإنترنت أو بالتواصل مع مطاعم خارجية، مشيراً إلى أن ضغط النزلاء على الفنادق أدى إلى تقبّل البعض لرغبة النزيل في طلب الطعام من الخارج، ليس هذا فقط بل استلام طلب الطعام من باب الفندق وتوصيله إلى المتعامل في غرفته بغرض استرضائه.

ثُلث إيرادات الفنادق

يشار إلى أنه حسب إحصاءات رسمية صادرة من الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء بلغ متوسط مشاركة قطاع الطعام والشراب في الفنادق حصة 36.8% من إجمالي إيرادات الفنادق الإجمالية، أي ما يناهز الثلث، خلال 3 سنوات، في الأعوام من 2018 إلى عام 2020.

وبلغت إيرادات الفنادق في الدولة من الطعام والشراب عام 2020 نحو 5.96 مليار درهم وبنسبة 35.8% من إجمالي إيرادات الفنادق الإجمالية البالغة 16.63 مليار درهم، كما بلغت إيرادات الطعام والشراب لفنادق الدولة عام 2019، قبل جائحة كورونا، نحو 11.6 مليار درهم وبنسبة 37.7% من إجمالي إيرادات الفنادق الكلية البالغة 30.8 مليار درهم، وفي 2018 بلغت إيرادات الطعام والشراب 11.6 مليار درهم وبنسبة 37% من إجمالي الإيرادات الكلية للفنادق والبالغة 31.3 مليار درهم.