علاء الدين حافظ

موقع «أكسيوس» وصف المليادرير الأمريكي إيلون ماسك، عقب استحواذه على شركة تويتر، بأنه أقوى رجل في أمريكا خارج البيت الأبيض. هذا الوصف لم يأتِ من قبيل المبالغة، بل بالفعل مالك تويتر أياً كانت صفته أو جنسيته يعد ضمن الأكثر تأثيراً ليس في أمريكا فحسب، وإنما في العالم أجمع.

قبل نحو 10 سنوات تقريباً ذاع صيت وسائل التواصل الاجتماعي في عالمنا العربي، ولا سيما أنها ساهمت بصوة كبيرة في إزاحة أنظمة عربية راسخة من الحكم، ومنذ تلك اللحظة ومساحة تأثير هذه المنصات آخذة في الاتساع، حتى بات ينظر إليها على أنها أكبر تهديد حقيقي على استقرار الأنظمة أو الحكومات.

القاصي والداني يعلم بأن حسابات السوشيال ميديا تمكنت من إزاحة المنصات الإعلامية من فوق هرم الأكثر تأثيراً في السياسة العالمية، ولسبب أو لآخر باتت هذه الحسابات سلاحاً عابراً للحدود يمكن من خلاله تغيير نظم الحكم أو إشعال حرب في أي بقعة في العالم. وجاءت الحرب الأوكرانية لتعزز من أهمية حسابات السوشيال في زمن الحروب باعتبارها أول حرب في أوروبا في عصر السوشيال ميديا، وشاهدنا جميعاً كيف استطاعت هذه المواقع أن تسحب البساط من تحت أقدام أعتى المواقع الإعلامية العالمية، وأن تتحول إلى ساحة للمعارك أشد ضراوة من ميادين القتال.


نعود إلى الملياردير الأمريكي إيلوم ماسك، كثيرون اعتبروا استحواذه على تويتر بداية عهد جديد للعصفور الأزرق، لما هو معروف عن عقلية ماسك «الخارقة» في عالم المال والأعمال، لكن السؤال: هل سعى الملياردير الأمريكي وراء منصة تويتر باعتبارها صفقة، المعيار الرئيسي فيها الربح والخسارة، أم أن الهدف منها سياسي بحت؟ المعطيات الراهنة تنبئ بأن ماسك المثير للجدل في عالم المال والأعمال انتقل لإثارة جدل من نوع خاص في عالم السياسة، وخاصة أن الرجل يتبنى مواقف سياسية حادة فيما يتعلق بعدد من القضايا ويجاهر بهذه المواقف، على سبيل المثال موقفه من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وكذا الحرب الأوكرانية. معنى ذلك أن ماسك قد يتدخل في سياسة الخصوصية، وإدخال تعديلات أخرى تتعلق بـ«المنح أو المنع»، الأمر الذي يحول تويتر إلى سلاح أكثر فتكاً في يد الملياردير المثير للجدل.

هذه التخوفات تفاقمت فور الإعلان عن الصفقة وسلطت الضوء عليها عدد من دوائر صناعة القرار العالمية، ولا سيما أن العالم يعيش فتراته الأكثر سخونة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، تحت وطأة الحرب الأوكرانية، والتخوفات المتنامية من اتساع رقعة الحرب لتشمل دولاً أخرى. القصد أن التحولات التي تطرأ على العالم، تحاكيها تحولات أخرى في عالم السوشيال ميديا أكثر خطورة، كلتا هذه التحولات قد تنذر بتغريدة نهاية العالم من إيلون ماسك.

أخبار ذات صلة

الأزمة الجزائرية ـ الإسبانية.. والرّسَالة المُوريتانية
السعودية وأمريكا.. «زيارة الحقيقة»