سامي جولال

لأول مرة في أفريقيا، يحتضن المغرب، الأربعاء المقبل، الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش»، بدعوة مشتركة من وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، لمواصلة الانخراط والتنسيق الدولي في مكافحة «داعش»، مع التركيز على القارة الأفريقية، وتطور التهديد الإرهابي في الشرق الأوسط ومناطق أخرى. وتأسس التحالف الدولي لهزيمة داعش عام 2014. ويضم 83 دولة من مختلف أنحاء العالم، وذلك تحت قيادة أمريكية. وتلتزم الدول المشاركة في التحالف بالعمل على القضاء على التنظيم الإرهابي، ويشارك في الاجتماع، الذي ينعقد في مدينة مراكش (جنوب المغرب)، ممثلو 84 بلداً عضواً في التحالف، وبحسب المعلومات المتوافرة من وزارة الخارجية المغربية، يشهد هذا الاجتماع استعراض وزراء التحالف للمبادرات المتخذة في ما يتعلق بجهود ضمان الاستقرار في المناطق التي تأثرت في السابق بهجمات «داعش»، وذلك في مجال التواصل الاستراتيجي في مواجهة الدعاية إلى التطرف، التي ينهجها هذا التنظيم الإرهابي وأتباعه، ومكافحة المقاتلين الإرهابيين الأجانب.

مواجهة تصاعد مد التطرف في أفريقيا

وكان التحالف قد أعلن، قبيل أشهر، عن إحداث مجموعة النقاش المركزة لمنطقة أفريقيا «أفريكا فوكيس»، ويرتقب أن تلي هذه المرحلة، خلال اجتماع مراكش، توجيهات إضافية، وأجوبة ملموسة، لمواجهة تصاعد مد التطرف في أفريقيا. وانضم المغرب بشكل رسمي، في 3 ديسمبر 2021، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وإيطاليا، والنيجر، على مستوى الرئاسة المشتركة لمجموعة النقاش، التي تعد أول مجموعة تركيز أفريقية للتحالف الدولي لهزيمة «داعش». وكان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، قد تحدث في اجتماع التحالف، الذي أقيم العام الماضي في إيطاليا، عن تزايد تهديدات «داعش» تجاه أفريقيا، تحديداً في منطقة الساحل والصحراء، الممتدة بعرض القارة الأفريقية أسفل شريط الصحراء الكبرى من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، داعياً دول القارة الأفريقية إلى التصدي لنشاط التنظيم الإرهابي على مستوى الإعلام. ونقل تنظيم «داعش» مركز ثقله من الشرق الأوسط إلى أفريقيا، وفق نشرة مؤشر الإرهاب العالمي، التي صدرت في نوفمبر عام 2021. كما ينشط في منطقة الساحل والصحراء تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب»، وجماعة «نصرة الإسلام»، وجماعة «بوكو حرام».

اعتراف بجهود المغرب في محاربة الإرهاب

واعتبرت وزارة الخارجية المغربية أن الاجتماع المرتقب يجسد مرة أخرى الثقة والاعتبار، اللذين تحظى بهما المقاربة المتفردة التي طورها المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، في مكافحة الإرهاب، والدفاع عن مصالح القارة الأفريقية ضمن الهيئات متعددة الأطراف، كما يؤكد، بحسب الخارجية المغربية، على الدور الريادي للمغرب على المستويين الإقليمي والدولي في مكافحة الإرهاب، ودعم السلم والأمن والاستقرار في أفريقيا، ويعد اعترافاً قوياً من التحالف لفائدة المغرب، باعتباره شريكاً ذا مصداقية يعمل على إحلال السلم والأمن الإقليمي، إذ ترأس، بشكل مشترك، المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب لثلاث ولايات متتالية، ويحتضن مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب والتدريب في أفريقيا، كما نظم، في يونيو 2018، اجتماع المديرين السياسيين للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم «داعش»، المخصص للتهديد الإرهابي في أفريقيا، ومن جهتها، أشادت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها أصدرته بعد الاجتماع الذي جمع بين بلينكن وبوريطة في العاصمة المغربية الرباط في مارس الماضي، بدور المملكة المغربية في استقرار الوضع الأمني في القارة الأفريقية.

أخبار ذات صلة

سوء التغذية يتفاقم في إثيوبيا بين الأطفال
لنقص المياه.. فندق 5 نجوم في زيمبابوي يوفر لزبائنه الماء الساخن في «دلو»

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة والمغرب يتعاونان بشكل وثيق في مجال مكافحة الإرهاب، وإن المغرب أبان عن قيادة مستدامة للمنتدى الدولي لمكافحة الإرهاب، والتحالف العالمي لهزيمة «داعش».