مروة السنهوري

قدم مقاربة بالنغم لفيلم «الحماسة: سيمفونية دونباس»

قدمت مؤسسة الشارقة للفنون في ثاني عروض برنامج «جدل صوتي»، جلسة حوارية ما بين الموسيقى والسينما، بعد أن استقطبت المؤسسة موسيقيين محليين وإقليميين لإعداد مقطوعات موسيقية أصيلة، يقومون بتأديتها في عزف حيّ يصاحب أحد الأفلام الكلاسيكية العالمية.

وتستهدف المبادرة التي شهدت مساء أمس الأول عرض فيلم «الحماسة: سيمفونية دونباس» 1931 للمخرج الروسي دزيغا فيرتوف (1896 – 1954)، إحياء الأفلام الكلاسيكية القديمة التي طبعت في الذاكرة والتي تأتي ممزوجة بموسيقى حية تعرض المنتج السينمائي بشكل أكثر جاذبية وإمتاعاً للجمهور داخل سينما سراب في منطقة قلب الشارقة.

ويعتبر فيلم «الحماسة: سيمفونية دونباس» (1931) أول عمل سينمائي ناطق خرج إلى النور، وينقسّم إلى ثلاثة أجزاء ويتطرق إلى السياسات في منطقة «دونباس»، حيث ركزت خطة ستالين الخمسية على الجهود المبذولة لزيادة الإنتاجية الاقتصادية.

ويقارب الفيلم بين مفاهيم الدين والحماسة، البناء والنمو، والجماهير المنضوية تحت لواء النظام.

ويعتبر فيلم فيرتوف عملاً طليعياً واستثنائياً، وقد أثرت التقنيات التي جرى استخدامها خلاله في العديد من الأفلام التي تلته.

* استدامة التراث السينمائي

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها


وعقب استشاري المحتوى العربي في المؤسسة إسماعيل الرفاعي على الفعالية ذاكراً أن «جدل صوتي» يأتي في إطار جهود المؤسسة للحفاظ على التراث السينمائي العالمي عبر استقطابها طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة المبتكرة، لتسليط الضوء على المنتج البصري مستهدفة المتخصصين في فن السينما والجمهور العام.

وأشار إلى أنه وطيلة السنوات الماضية لم تقدم أي جهة أفلاماً أو عروضاً سينمائية ممزوجة بالموسيقى الحية لتؤرخ لتاريخ الفن السابع لذلك تنبع أهمية المبادرة على اعتبار أنها الأولى من نوعها.

واعتبر «جدل صوتي» من أهم فعاليات المؤسسة التي تسعى إلى إنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار الإبداعي مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، مما يعكس النهج التفاعلي للفن.

* علاقة ارتجالية

من جانبها، أوضحت الفنانة الموسيقية التي أشرفت على العرض ليليان شلالا أن «جدل صوتي» دفعها نحو السعي الحثيث إلى اكتشاف العلاقة التي تربط بين العرض السينمائي والموسيقى الحية والتي تكون في أغلب الأحيان ارتجالية بالاتفاق مع باقي أعضاء الفرقة.

حاولت شلالا تصميم عروض موسيقية لفيلم يعد أحد أهم الأفلام السوفيتية أنتج احتفاءً بالسياسات السائدة وقتها وأول فيلم ناطق.

* تزاوج إبداعي

أكدت عازفة الموسيقى الإلكترونية أسماء غانم أن للمبادرة دوراً كبيراً في إحياء الأفلام القديمة، مشيرة إلى أن للموسيقى الحية تأثيراً في المتلقي حيث تتضاعف المتعة البصرية عبر التوظيف الذكي للموسيقى، لافتة إلى أن مثل هذه العروض تساعد الموسيقيين على تحسين مهاراتهم في العزف الحي.

وفي المقابل ترى أن هذا النوع من الامتزاج الإبداعي بين الفنون لم يتطور بعد على المستوى العربي فنحن بحاجة إلى تدريب ومران مستمر لإنتاج أعمال ابتكارية من خلال التماهي بين الأجناس الفنية المختلفة.

وبحسب رأيها فإن الإبداع بشكل عام هو عالم متجدد ومتصل بمتغيرات كثيرة من حوله والجمع بين هذه الفنون هو عمل فريد من نوعه يضاعف المتعة السمعية والبصرية للسينما.