سلمى العالم

الفيلم في دور العرض المحلية اليوم

يرى فيلم «ولادة» للمخرج والمنتج الإماراتي عبد الله حسن أحمد، النور عندما يصل اليوم إلى دور العرض السينمائية بعد أن حقق نجاحاً كبيراً لدى مشاركته في مرحلة السيناريو ضمن مهرجان دبي السينمائي الدولي 2017، حيث حاز جائزة أفضل سيناريو أمني مجتمعي من وزارة الداخلية، وجائزة «إي دبليو سي شافهاوزن للمخرجين الخليجيين» كأفضل سيناريو خليجي.

ويأتي الفيلم، الذي يعد أول تجربة سينمائية طويلة للمخرج، من تأليف يوسف إبراهيم، وبطولة الممثل العماني صالح زعل، وخالد البناي وعلي جمال وأشواق ونورة العابد، والولد عبد الرحمن المرقب والبنت عائشة السويدي.

وأكد عبد الله حسن أحمد، في حواره مع «الرؤية» أن قصة الفيلم تتسم بالواقعية والتصوير الدرامي البصري الذي يعبر عن القصص الإنسانية التي تلامس المجتمع وفئاته، ويتخلله شيء من الضحك والمتعة، منوهاً بأنه صور في أحد الأحياء الشعبية الواقعة بمنطقة جبلية برأس الخيمة.

ولفت إلى أن فيلمه الجديد غير معادلات السينما السائدة فهو ليس تجارياً، كما أنه ليس كحال الأفلام السينمائية الكوميدية الإماراتية التي انتشرت في الفترة الأخيرة، منوهاً بأنه ينتمي لنوعية من الأفلام الجديدة على ساحة السينما الإماراتية، والتي تتذوقها فئة من الجمهور التي تبحث عن محتوى سينمائي يحكي عنهم ويشبههم.

واعتبر نفسه واحداً من الفئة الوسطى التي تجمع بين عبارة «الجمهور عاوز كده» وفنه الذي يسلط الضوء على قضايا إنسانية مجتمعية

* ينتهج «ولادة» الأسلوب الواقعي، فهل تعتقد أن السينما الإماراتية في حاجة للواقعية أكثر من الخيال؟

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها


لا شك أن جزءاً كبيراً من السينما خيال والذي يعبّر عنه المبدعون بحبكة روائية مشوقة، وبالطبع لن تصل السينما إلى الجمهور من دون خيال، لذلك نحن بحاجة إلى مزج الخيال بالواقع في الأعمال حتى نجذب الجمهور، وهو ما فعلته في «ولادة».

وأعتقد أن «ولادة» سيغير معادلات السينما السائدة فهو ليس تجارياً بالمعنى السائد أو كوميدياً كمعظم الأفلام بل ينتمي لنوعية من الأعمال التي يبحث عنها الجمهور لأنها تشبهه.

* يوظف الفيلم بعض الأهازيج الشعبية القديمة، فما الغرض من ذلك؟

حقيقة لم ألجأ إلى ذلك بغرض إبراز التراث، فكيف سأبرزه وهو جزء أصيل من حياتنا؟! ولأنني أرى ضرورة ألا يكون مقتصراً على المتاحف فقط، لذا عمدت إلى الاستعانة بعناصره في فيلمي، والحقيقة أن الأعمال السينمائية لم توظف حتى الآن التراث بشكل صحيح.

وفي «ولادة» استعنت بنوع من الغناء يطلق عليه «المُهاوَد» والمنتشر في البيئات الثلاث: البحرية، الجبلية والساحلية والذي تغنيه الأمهات والجدات في لحظات الفرح وبأشكال مختلفة، وقد وظفته بما يلائم أحداث الفيلم.

* يتهم البعض مهرجان دبي السينمائي بأنه منصة تمنح الفرص للفنانين العالميين أكثر من المحليين.

كلام لا أساس له من الصحة، فقد ساهم المهرجان في إنتاج أفلام إماراتية وخليجية وعربية عدة، وكثير من السينمائيين مدينون له، أما على الصعيد الشخصي فقد ساهم بنسبة 70 في المئة في تيسير إنتاج «ولادة»، حيث تمكنت بفضله من تحويل السيناريو إلى عمل حقيقي، ولولاه لما حصلت على جائزة أفضل سيناريو خليجي، وأفضل سيناريو إماراتي مجتمعي من وزارة الداخلية.

وبشكل عام الأفلام ذات القصص الإنسانية لم يعد لها مكان، فقد كانت تنتج للمشاركة في المهرجانات التي تدعمها، لكنها ماتت إكلينيكياً بعد غياب المهرجانات، لكن في المقابل ازدهر سوق الفيلم التجاري.

* ما تقييمك للمشهد السينمائي الإماراتي وما يحظى به من دعم؟

لا شك أن الدعم غاب بغياب المهرجانات، ولا يوجد الآن سوى جهة أو اثنتين تساعدان الموهوبين على صناعة الأفلام بالشكل الصحيح كمنصة الشارقة التي تدعم الجميع وليست مخصصة للإماراتيين فحسب، لذلك أتمنى أن يكون هنالك صندوق لدعم الأفلام الإماراتية، حيث بات وجود هذه الصناديق التي تدعم وجود سينما حقيقية حاجة ماسة.

الآن يغلب الإطار الاستهلاكي على أفلام السينما وهذا ليس عيباً وموجود على مستوى العالم، لكن نحن في حاجة كذلك إلى أفلام تمثل المجتمعات، فأفلام الكوميديا المنتشرة حالياً وبكل أسف لا تعرّف الآخر الثقافة المحلية.

* هل تعتقد أن «العين السينمائي» سيساهم في سد فجوة غياب المهرجانات السينمائية؟

بالطبع وجود مهرجان محلي سيحرك المشهد وينشطه على صعيد أفلام المهرجانات والأفلام القصيرة التي اندثرت، فالعين السينمائي سيساهم بشكل أو بآخر في تحفيز الكثير من الموهوبين والمهتمين بالعمل والمشاركة على تنفيذ أعمال جديدة تنافس على جوائزه.

* أين تجد نفسك أكثر، في الأفلام القصيرة أم الطويلة؟

أجد نفسي راوياً يروي قصصاً وحكايات تعبر عن حياة الناس إن كانت عبر فيلم قصير أو طويل، لكنني أعتقد أنني وصلت لمستوى كبير من النضج في الفيلم القصير والذي أتمنى أن أصله خلال الفيلم الطويل. وأعتبر نفسي واحداً من الفئة الوسطى التي تجمع أعمالها بين عبارة «الجمهور عاوز كده» وتسليط الضوء على قضايا إنسانية مجتمعية.

* ما هي رسالتك لشباب الموهوبين؟

أدعوهم إلى التوجه نحو الأفلام القصيرة، التي تؤهلهم لتنفيذ أعمال سينمائية أخرى، كما أحثهم على أن يكون الشغف بالسينما هو الدافع لهم للدخول في هذا المجال وليس بحثاً عن تحقيق ربح مادي، حتى نستطيع تقديم محتوى يستطيع أن ينافس في المهرجانات العالمية.