سلمى العالم

تصبح مقولة «المظهر عنوان الشخصية» بعيدة عن الواقع بالنسبة لطلاب وطالبات في فترة الامتحانات يميلون بشكل أكبر إلى الإطلالة العملية، فلا وقت لديهم للاهتمام بـ«اللوك»،والمهم هو التركيز على التحصيل الدراسي ومراجعة المنهاج المقرر.

وأجمع طلبة استطلعت «الرؤية» آراءهم أن الإطلالة الجاذبة آخر ما يشغلهم في فترات الامتحانات. ورغم اعتراف بعضهم بأن المظهر الجيد يعزز الثقة بالنفس ويخفف حدة التوتر، إلا أن ضيق الوقت نتيجة الاجتهاد المضاعف يجبرهم وخصوصاً الفتيات على التخلي عن العناية الفائقة بالمظهر، حيث «لا وقت لغير الدراسة».

مواقف طريفة تشهدها قاعات الامتحانات نتيجة موجات التخبط التي تعتري الطلبة في فترات الامتحانات بين نسيان تهذيب الشعر وارتداء ملابس منزلية بالنسبة للشباب، وصولاً إلى تحول فتيات إلى شخصيات جديدة نتيجة تخليهن عن آخر صيحات الموضة والماكياج والاكتفاء بارتداء عباءة منزلية وبنطال «بيجاما»، تتعدد الإطلالات التي لا تُغيِّب الجدية والالتزام.

لا للتكلف

تكتفي روضة الفلاسي الطالبة في جامعة زايد باستعمال مستحضرات تجميل أساسية مثل الكريم الواقي من الشمس والكريم المرطب، رغم إيمانها بأن لكل فتاة إطلالتها التي تميزها عن الأخرى وتعتبر جزءاً من شخصيتها.

وأكدت الفلاسي أنها من النادر أن تستعمل أي مساحيق وتميل لارتداء عباءة وانتعال حذاء عملي من دون أي تكلف، خاصة أن لا وقت لديها لتمضيه في أي اهتمامات أخرى، منوهة بأن الأَولى أن تركز على دراستها واختباراتها.

أخبار ذات صلة

حلة جديدة لأزياء التسعينيات من دولتشي آند غابانا لربيع 2023
اللمسة الشبابية تسيطر على مجموعة فيندي الرجالية لربيع 2023


النوم واللوك

اعتبرت دارين الشامسي الطالبة في جامعة زايد أن ساعات النوم عامل أساسي في تحديد مظهرها، فإذا أخذت ما يكفيها منه تميل لإطلالة بمكياج خفيف وملابس أنيقة.

وبالمقابل تحب ارتداء جلابية وعباءة في الأيام التي لا تستطيع النوم فيها جيداً، وهي الأيام التي تبذل فيها جهداً مضاعفاً للانتهاء من المنهج.

طقوس وتفاصيل

لا تشغل علياء الشحي الطالبة في جامعة زايد بالها بإطلالة الامتحانات ولا سيما أنها لا تختلف عن «لوك» الأيام العادية، ولكن أكثر ما يهمها في الامتحانات هو الحفاظ على تفاصيل وطقوس قد تكون صغيرة غير أنها أساسية، ومنها تناول القهوة في مكانها المفضل ومراجعة مذكرة الملاحظات.

وقالت: «قد يعتبر بعض الطلبة المظهر أساسياً كونه يعزز الثقة بالنفس ويخفف حدة التوتر الذي يطرأ علينا عادة، إلا أنني لا أميل لذلك، وأرى أن قهوتي ومراجعة الملاحظات أهم وأولى من العناية بالمظهر».

نوادر

ولا تنسى لانا حواري الطالبة في جامعة عجمان الكثير من المواقف والطرائف التي تصاحب فترة الامتحانات التي يغلب عليها التوتر الذي يجعلها في بعض الأحيان تذهب إلى قاعة الامتحانات مرتدية بنطال بيجاما منزلية.

ورغم ذلك ترى أن هناك ارتباطاً بين مظهر أيام الاختبارات ومستوى صعوبة المساق الذي تتقدم لاختباره، فإن كانت المادة صعبة فلا مجال للاعتناء بالإطلالة، وإن كانت بسيطة فهناك فرصة للاهتمام بالأناقة والشياكة.

كندورة وغترة

ويلتزم الطالب فيصل الهاجري من كليات التقنية العليا بارتداء الكندورة والغترة، فمن غير المسموح ارتداء ملابس كاجوال أو بدلات رسمية وغيرها سواء خلال أيام الاختبارات أو سواها، لذلك لا تختلف أشكال الطلبة أيام الاختبارات عن الأيام العادية.

وأضاف: «قد تختلف أشكال الطلبة من حيث العناية بالشعر، وكذلك تبدو على الوجوه ملامح الإرهاق والسهر، حيث يكون إنهاء الاختبارات على خير والحصول على درجات جيدة هو الهم الوحيد».

خوف وتوتر

لم يكن غيث حسين الشمري، خريج كلية الصيدلة في جامعة عجمان، يمتلك رفاهية الاهتمام بالمظهر واختيار الملابس، فالخوف والتوتر اللذان يسيطران عليه أيام الامتحانات لا يجعلانه يفكر سوى في التركيز على الورقة الامتحانية.

ويعتمد الشمري الستايل الكاجوال والعملي الذي يعتبره الأنسب لظروف وأجواء الامتحانات، مشيراً إلى أن المظهر يرتبط برهبة كل اختبار، ففي الاختبارات الصعبة لا اهتمام بالمظهر الذي يرتفع قليلاً في الاختبارات السهلة.

*الثبات الانفعالي

أكد الدكتور عثمان أحمد، الأستاذ في قسم علم الاجتماع في جامعة عجمان، أن عدم الاهتمام بالمظهر أثناء الامتحان قد يعطي رسائل ذاتية للطالب منها اهتمامه بالمذاكرة وأن وقته لا يسمح بذلك وأيضاً قد يرسل رسالة لمن حوله تفيد بجديته، أو قد يحمل دلالات التوتر النابع من الخوف من الامتحانات. وأضاف: «عموماً يعاني الطلبة في هذه الفترة من عدم الثبات الانفعالي، حيث يوجهون عدم الاتزان إلى مظهرهم الخارجي كعدم تسريح الشعر وغيابالاهتمام بالملبس والرسم على الجسد أو على كتاب الدرس أو بعثرة الأوراق من حولهم».