عبدالله المهيري

في الـ28 من أكتوبر 2019 أرسل أكثر من 250 موظفاً في فيسبوك رسالة مفتوحة لمديرها ومؤسسها مارك زوكربيرغ، الرسالة يعترضون فيها على سياسة الشركة في التعامل مع الإعلانات السياسية، حيث لا تحتاج هذه الإعلانات إلى أن تكون صحيحة بل يمكن للسياسيين الكذب فيها، وهذا ما اعترض عليه كثيرون ومنهم المترشحة للرئاسة الأمريكية إليزابيث وارن، والتي تعمدت الكذب في أحد إعلاناتها، وقالت إن فيسبوك يدعم ترشيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في انتخابات 2020، بالطبع فيسبوك لا يدعم أي مرشح والإعلان بقي منشوراً لأنه صدر عن سياسي!

هذه فكرة خطيرة، أن تسمح وسيلة إعلامية للسياسيين بالكذب في إعلاناتهم، فوسائل الإعلام الأخرى تحكمها قوانين وضعت في عقود مضت، ومواقع الشبكات الاجتماعية قاومت لسنوات وضع أي قوانين تحكم طريقة عملها وما تعرضه من محتويات للناس، لكن الآن الأصوات ترتفع لوضع قوانين لأن الشبكات الاجتماعية لها تأثير كبير حول العالم، وبالأخص فيسبوك الذي يملك مواقع أخرى لها تأثير أكبر مثل إنستغرام وواتساب الواسع الاستخدام حول العالم.

في فيسبوك يمكن للأخبار أن تأتي من مصادر عدة، وتختار الشركة مواقع أو وسائل إعلامية للتحقق من صحتها، لكن المشكلة في اختياراتهم التي تشمل مواقع عرف عنها المبالغة والكذب، وهي ليست مواقع تابعة لصحف بل مواقع مستقلة ومشهورة، وهذا يعني أن ما تعرضه فيسبوك كمصدر موثوق قد يعمل على نشر وترويج الأخبار الكاذبة.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب

أضف لذلك اعتماد فيسبوك على برامج لمراقبة المحتويات بدلاً من الناس، حيث مؤخراً حذفت إعلانات تشجع التطعيم بسبب خطأ برمجي، لذا فالذكاء الاصطناعي أياً كان فهو وسيلة لا يمكن الاعتماد عليها كلياً.