عماد أحمد العالم

ابتكر السومريون الذين سكنوا بلاد الرافدين قبل أكثر من 3500 عام قبل الميلاد الكتابة التي يطلق عليها العلماء المسمارية أو الوتدية (التصويرية)، وكانت أولى استخداماتها من قبل التجار لتدوين تعاملاتهم، وذلك بالضغط بقطع معدنية على صلصال مبلل، لتتحول بعد ذلك لصور على الألواح تمثل أسماء للأشياء، لتُخلق لغة الكتابة المكونة من 3000 حرف والممثلة لمقاطع الكلمات.

تمكن العلماء من فك لغز غموض الكتابة المسمارية، وقد أرشدتهم تراتيل وترانيم دينية وملاحم كانت متداولة مثل: ملحمة البطل جلجامش، التي حسب باحثي الميثولوجيا قد وردت قصة مشابهة لها في سفر التكوين ولكن بمسمى مختلف وهو الطوفان، جلجامش هو الملك السومري الشجاع الذي خاض حروباً ونزالات أحدها مع الآلهة عشتار التي أرادت حسب الأسطورة الزواج منه فرفضها، فيما سعى لعشبة الحياة التي تمنحه الخلود في قاع المحيط، لكنه بعد أن وجدها أخذتها منه الحية (الثعبان).

وظهرت الكتابة الهيروغليفية بمصر بعد ذلك حوالي 3200 قبل الميلاد وقيل إنها سبقت المسمارية، لكن الكتابة الأبجدية ظهرت لأول مرة في البلاد السامية، وخصوصاً بلاد الشام من قبل الفينيقيين الذين اعتمدوا تخصيص الحرف الواحد كرمز لكل صوت، ومنها استنبطت اللغة العربية بعد ذلك وتطورت، وكذلك الآرامية والعبرية، وبذلك تكون الشعوب السامية أول من ابتكر منظومة اللغة الحديثة المتكاملة المكتوبة كما هي منطوقة.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب

أما اليونان والحضارة الإغريقية فآراء الباحثين المحايدة النزيهة أثبتت أنها استفادت من الأبجدية الفينيقية في صياغة حروفها الأبجدية مع إضافة بعض الحروف لها، وبهذا يكون الساميون أصحاب فضل على حضارات العالم القديم ليس فقط اليونانية وإنما الرومانية أيضاً.