خليفة جمعة الرميثي

سيكتب التاريخ أن هذا العصر كان عصر التطبيقات الذكية، والتي استطاعت أن تغير توجهات وسلوكيات البشرية بشكل عام، فمثلاً تطبيق (أوبر) عمل انقلاباً في خدمات المواصلات والتوصيل، وتطبيق أمازون قضى على الكثير من المتاجر والمحلات والمراكز التجارية، وتطبيق بوكينغ عمل بنفس قوة التأثير والتغيير في خدمات الحجوزات الفندقية، وغيرها من التطبيقات التي تسببت في إلغاء قطاعات اقتصاديه وأعمال ووظائف بالملايين، فمع بداية عام 2018، بلغ عدد تطبيقات الأندرويد المتاحة على متجر غوغل 2.8 مليون تطبيق، وعلى أبل ستور 2.2 مليون. هناك كثير من البشر يعملون في وظائف اعتيادية، ولكنهم يستغلون وقت فراغهم لتطوير تطبيقات ذكية، وهناك سيدات لا يعملن وطلاب يدرسون ولكنهم يطورون تطبيقات على أمل نجاحها وانتشارها لتدر عليهم الملايين وأحياناً المليارات في وقت تتقلص فيه الوظائف، ومن هنا تبرز أهمية سوق صناعة التطبيقات، حيث من الممكن إذا نجح تطبيق ما أن يوفر عشرات الآلاف من الوظائف، وبالرغم من أن التطبيقات اليوم قد أصبحت أكثر انتشاراً من أي وقت مضى، إلا أن عددها قد تراجع لأن السوق بدأ يعتمد على الكيف وليس الكم، والكل يعتقد أن لديه أفضل تطبيق ولكن عند تنزيلة على المنصات يفشل أغلبهم، والسؤال لماذا؟ قبل طرح التطبيق، هل سألت نفسك ما هي القيمة المضافة التي سوف تقدمها للناس؟ ولماذا هي مختلفة ومميزة عن التطبيقات الأخرى؟ وكيف تحدد احتياجات جمهورك؟ إن من أهم أسباب فشل التطبيقات هو دراسة الجدوى الضعيفة، فالأفكار العظيمة لن تقود إلى تطبيقات ناجحة ما لم تكن هناك خطة عمل واضحة للمشروع، لذا يجب إطلاق التطبيق بناء على أبحاث ودراسات، فمثلاً هل يتوفر سوق كبير لنوعية التطبيق الذي ترغب في تطويره؟ وهل يساعد هذا التطبيق في حل عدد من المشكلات؟ وهل يرغب الناس فعلاً في استخدام هذا التطبيق؟ وهل يجعل حياتهم أسهل؟ وهل تحقَّقْتَ مما تقدمه التطبيقات المنافسة؟ وهناك تجارب المستخدم الفاشلة فهل يخلو تطبيقك منها؟ مثل طول خطوات التسجيل في التطبيق أو بطء تحميل التطبيق، أو تصميم واجهة غير سهلة، وهل يراعي تطبيقك خصوصيات مختلف الأجهزة وأنظمة التشغيل؟ لأن المستخدمين يصابون بإحباط عندما يشتغل تطبيق ما على iPhone ولا يشتغل على iPad أو نظام أندرويد، ولن يعطيك المستخدم فرصة أخرى لتجربة تطبيقك إذا لم تنتبه منذ البداية لهذه العيوب.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب