عبد الرحمن النقبي

كثيراً ما يسألني الناس: لماذا تقرأ كل هذا الكم من الكتب، وبهذا القدر من الشغف؟ إجابتي دائماً هي: إن لكل إنسان غايات وأهدافاً تدفعه للقراءة والتعمّق فيها، وبدونها سيكون الاستمرار فيها أقرب إلى الاستحالة.

لدي الكثير من الأسباب التي تجعلني مُتعلّقاً بالقراءة، لكن يبقى واحد من أهم هذه الأسباب هو الرغبة الكبيرة في الكتابة، والتي تتجلى أحياناً في مقالات أو تغريدات أو غيرهما.

أما أهدافي من الكتابة فهي عديدة، وربما أهمها: هو التعبير عمّا يجول في عقلي وخاطري حيال قضايا المجتمع والإنسانية، ومحاولة التعبير عن ذلك وإبداء آرائي في تلك القضايا أو المسائل، بالطريقة التي أراها صحيحة من وجهة نظري الخاصة.

«لماذا أكتب؟».. إجابة الكُتّاب والأدباء على هذا السؤال كانت مختلفة باختلاف أمزجتهم، فالكاتب الفرنسي روجيه غرينييه يرى بأنه يكتب لأن الكتابة كما يقول: «أصبحت بالأحرى بالنسبة لي طريقة حياة».

في حين يُبرّر الروائي التركي أورهان باموق عشقه للكتابه معترفاً: «أكتب لأنني أخشى أن أكون منسياً، أكتب لأنني أتلذّذ بالشهرة والاهتمام اللذين يمكن أن أحصل عليهما، أكتب لكي أكون وحيداً».

هناك فئة من الكُتّاب تُعظّم وتُبجّل الكتابة بشكل قد يكون مُبالغاً فيه، فالكاتب روبرت موزيل يقول: «أعد كتابة كتاب أهم من حكم إمبراطورية».

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب


كما تجلَّى حب جون بول سارتر للكتابة في قوله: «كنت قد وجدت ديني: لا شيء يبدو لي أكثر أهمية من كتاب».

يبقى ذلك الكاتب الذي يرى في الكتابة نوعاً من أنواع الوجاهة في المجتمع ولا يتورَّع من استئجار من يكتب له، هو أسوأهم وما أكثرهم في مجتمعاتنا.