خاص الرؤية

استضاف برنامج مركز القطارة للفنون «ميكروفون»، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، نخبة من صناع السينما الخليجيين في الجلسة الافتراضية «خريطة السينما الخليجية» لمناقشة واقع هذه السينما ومستقبلها من وجهة نظر القائمين على صناعتها.

و كشف المتحدثون في الندوة التي أدارها الكاتب والسيناريست محمد حسن أحمد عن السمات المشتركة التي تميز صناعة الفن السابع في منطقة الخليج، وترسم صورة عن مسيرة تطور السينما الخليجية وموقعها في خريطة السينما العالمية.

كما رصد ضيوف الجلسة التحديات التي تواجه صناعة السينما الخليجية، ومنها ارتباط الأفلام الخليجية بالمهرجانات والمنصات الإلكترونية، وعدم وجود صناعة سينمائية مستقلة عن المؤسسات الحكومية، والبقاء تحت رحمة منصات مثل نتفليكس وأبل وشاهد وغيرها، وتفوق التراث المكتوب والشفهي على الثقافة البصرية في منطقة الجزيرة العربية.



محمد حسن أحمد.


وتساءل الكاتب والسيناريست الإماراتي، ومدير الجلسة محمد حسن أحمد عن الوجود السينمائي الخليجي في خريطة العالم، باعتبار دول الخليج دول غنية ومتطورة، مؤكداً أن هناك نقاط التقاء وتشابه في السينما الخليجية من حيث القصص والملابس وحضورها الدائم. مشيراً إلى الحضور الكبير للسينما السعودية في العامين الأخيرين، كنماذج أفلام حاضرة على المنصات وفي صالات السينما، مبيناً أن هذا الحضور يشكل جزءاً من خريطة السينما في الخليج، مثمناً الحضور الواسع للتلفزيون والمسرح في الكويت، حيث إن جيلاً كبيراً من الخليجيين تربى على التلفزيون والمسلسلات الكويتية.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها



عبدالمحسن المطيري.


في بداية الطريق

المخرج والمنتج السعودي عبدالمحسن المطيري، قال في مداخلته إن السينما الخليجية وصلت إلى مرحلة مقبولة بالنظر لمكانتها في خريطة العالم، لكنها لا تزال في بداية الطريق، وتحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب والمستمر، مشيراً إلى أن السينما الخليجية لم تتجاوز بعد منطقة الشرق الأوسط كقاعدة جماهيرية.

وأضاف أن الأفلام القصيرة والطويلة التي تحققت في السنوات الأخيرة في السعودية ارتبطت ارتباطاً كلياً بمصادر دعم، إما «نتفليكس» أو مهرجان جدة السينمائي وهو أمر جيد، ولكنه لا يحقق الاستدامة في صناعة السينما، كصناعة مستقلة تقدم الأفلام على المدى الطويل وتصل إلى العالم.

ولفت المطيري إلى مبادرة وزارة الثقافة السعودية التي دعمت مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية والطويلة بـ40 مليون دولار، كما أنشأت معاهد وأكاديميات ودورات، وقدمت من خلال مهرجان البحر الأحمر تمويلاً كبيراً للأفلام، «والأهم أنها خلقت مناخاً مؤسساتياً، وتبنت كثيراً من الأفلام، بحيث خلقت نوعاً من الحراك السينمائي.»

ودعا المطيري إلى دخول الشركات ومؤسسات المجتمع المدني غير الحكومية في المسؤولية المجتمعية لدعم الفن والسينما، شريطة أن يكون هذا التحرك في مبادرة ذاتية نابعة من رجال الأعمال والمؤسسات والشركات الموجودة في دول الخليج، باعتبار أنها تسهم بنهضة صورة وتراث المجتمع الخليجي.

وحول أهمية الأدب والروايات للارتقاء بالأفلام الخليجية، لفت المطيري إلى أن الأدب والروايات الخليجية منطقة خام لم يتم اكتشافها بعد، وهذه فرصة كبيرة جداً لكتاب السيناريو.



مزنة المسافر.


الثقافة البصرية


فيما أشارت المخرجة السينمائية العمانية مزنة المسافر إلى أن ثقافة الشعوب العربية المكتوبة والمحكية لسنوات طويلة، أقدم وأكثر رسوخاً من الثقافة البصرية على العكس من الغرب الذي تعرف في وقت مبكر، على التشكيل والمدارس التشكيلية والصورة الفوتوغرافية والسينما، فالشعوب العربية عاطفية، وطبيعي أن توجد هناك اللغة الشعرية، مؤكدة أن الفن يحتاج إلى شغف مستمر، وإذا كان الفن مقتبساً من ثقافات أخرى وليس وليد المكان، فالناس بحاجة إلى وقت لتفهمه وتستوعبه وتطرحه للأجيال القادمة.

وقالت مزنة: «إن السينما تتأثر دائماً بالظروف الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والفن في منطقة الخليج ما زال يحوم بين الطبقة المتوسطة وفوق المتوسطة، ولكن إلى الآن لم يدخل إلى الطبقات الأفقر، مع أن الإنترنت بدأ يجتاح الطبقات الأدنى»، مضيفة أن العاملين بالسينما يعتمدون على الوظيفة الحكومية في حياتهم، لأنهم يدركون أن صناعة السينما لا يمكن الاعتماد عليها كمصدر للدخل، خاصة في السنوات قبل الإنترنت، حيث كانت كلفة الشريط والفيلم غالية.



داوود الشعيل.


القطاع الخاص

من جهته أكد المخرج الكويتي داوود الشعيل على أهمية دور القطاع الخاص أو المنتجين في خلق صناعة سينمائية حقيقية، مضيفاً أن الكويت من الدول الخليجية التي لديها إرث درامي ومسرحي كبير، «وكان الصراع الذي تشكل أمامنا كشباب كويتيين، أن نبتعد عن الحس الدرامي التلفزيوني والمسرحي المختلط، ونحاول تقديم السينما بطابعها المعروف، بوصفها قصة تحكى بالصورة".

ولفت الشعيل إلى أن الشعوب العربية تأثرت بشكل كبير بالصناعات السينمائية الموجودة في هوليوود وبوليوود، موضحاً أنه تأثر في مرحلة مبكرة من عمره بالسينما الأمريكية والسينما المصرية، ولكن مشاركاته الكثيرة في المهرجانات، ساعدته على اكتشاف أنواع أخرى من الصناعات السينمائية المؤثرة الموجودة في السينما الآسيوية، مثل السينما الإيرانية والسينما الكورية، وهذه فائدة وميزة كبيرة تضاف للمهرجانات الخليجية التي تتيح التواصل والتفاعل والحوار وتبادل الآراء والمعلومات