أحدث فيلمpulp fiction أو خيال رخيص تأثيراً هائلاً على السينما المستقلة، ويعتبره كثير من النقاد أفضل أعمال المبدع كوانتين تارانتينو الذي أخرجه وشارك في كتابة السيناريو بطريقة غير تقليدية، محققاً نجاحاً نقدياً وجماهيرياً هائلاً، ويعد أحد علامات السينما العالمية.
ونال الفيلم 7 ترشيحات لجوائز الأوسكار، من بينها أفضل فيلم وأفضل مخرج، وممثل، وممثلة، وممثل مساعد. وكان بمثابة قبلة الحياة للنجم جون ترافولتا الذي تعرض لفترة أفول، قبل أن يقدمه الفيلم بأفضل طريقة ويترشح لجائزة أفضل ممثل.
كما كشف جزءاً لا يعرفه المتفرجون من إمكانيات بروس ويلز، ومن الناحية التجارية استرد تكاليفه في أسبوع فقط، وحقق أرباحاً هائلة لصناعه.
وعلى مدار 154 دقيقة تدور أحداث فيلمpulp fiction الذي بدأ عرضه في 14 أكتوبر 1994، وينسج قصة حول حياة مجرمين، تتشابك خطوط حياتهم ما بين ملاكم وقاتل وزعيم عصابة وزوجته، وقطاع طرق.
الفيلم من إخراج كوانتين تارانتينو الذي شارك في كتابة السيناريو مع روجر افاري، والبطولة لجون ترافولتا، أوما ثورمان، صامويل جاكسون، هارفي كيتل، بروس ويلز.
إخراج تارانتينو تم بطريقة سلسة ولكنها غير تقليدية، جعلت البعض يصنف الفيلم على أنه كوميديا سوداء، ويصفه آخرون بأنه أفضل مثال على سينما «ما بعد الحداثة».
ويستمد الفيلم مكانته بالأساس من التأثير الطاغي الذي تركه وجعله إلهاماً لعشرات الأفلام من بعده، التي استنسخت عناصره، وخاصة لصناع السينما المستقلة قليلة الميزانية.
وخلافاً لما هو شائع، عرض الفيلم في كوريا الجنوبية واليابان وحتى في سلوفاكيا قبل أن يعرض في الولايات المتحدة الأمريكية، وشاهده العالم في مهرجان كان في مايو 1994، ومهرجانات عديدة حول العالم من موناكو وحتى ميونيخ ولوركارنو قبل أن يحط الرحال في أمريكا في 23 سبتمبر 1994.
الطريف أن لقب «هاني باني» الذي أطلق على أوما ثورمان في الفيلم هو اسم أرنب ليندا تشين التي كانت تطبع نص تارانتينو، وطلبت منه أن يراعيه ويلاحظه أثناء تفقدها موقع التصوير، ولكنه لم يفعل، ومات الأرنب، وتخليداً له ولكي يتقي شر تشين أطلق اسمه على شخصية أماندا بلامر.
ولا يتبع الفيلم التسلسل المنطقي للأحداث، ويمكن تقسيمه إلى 7 أقسام مميزة «مقدمة، خاتمة، مقدمتين، 3 أجزاء كبيرة».
يذكر أن السيارة التي كان يقودها ترافولتا في الفيلم كانت ملكاً لتارانتينو، وسرقت بعد عرض الفيلم مباشرة، ولم يعثر عليها إلا بعد 20 سنة.
ورغم أن ميزانية الفيلم لم تتعدَّ 8.5 مليون دولار، إلا أنه استردها وحقق ربحاً في الأسبوع الأول من العرض بعد أن بلغت إيراداته 9.3 مليون دولار، وبلغت أرباحه الكلية 214 مليون دولار.
وكتب تارانتينو عدداً من الأدوار في الفيلم للممثلين المختارين (بما في ذلك صامويل جاكسون، هارفي كيتل، وتيم روث، وأماندا بلامر)، إلا أنه أجاد بصفة خاصة في كتابة دور الممثل مايكل مادسن الذي طلب منه المشاركة في الفيلم، والمفارقة أنه انسحب واعتذر قبيل التصوير بأسبوعين ليشارك في عمل آخر!
في الوقت نفسه، كتب تارانتينو دور الملاكم الشاب وفي ذهنه أن يلعبه مات ديلون، ولكن الممثل تردد كثيراً في قبول الدور، وعندما نفذ صبر المخرج منحه لبروس ويلز.
ورغم محبة تارانتينو لأوما ثورمان، إلا أنها لم تكن الخيار الأول بل الخيار التاسع، بينما اختار في البداية ميشيل فايفر، ومن بعدها كوكبة من النجمات مثل إيزابيللا روسيليني، جوليا لويس دريفوس، ميج ريان، الفريد وودادر، هالي بيري، داريل هاناه، روزانا أركيت، وجوان كوزاك.
واستمد المخرج اسم الفيلم من روايات الجريمة الرخيصة التي كان مهووساً بقراءتها في أوقات فراغه.
وعندما كان تارانتينو يمارس دوره كممثل في الفيلم، كانت دفة الإخراج تذهب لروبرت رودريجيز.