محمد ناصر النجدي

عادت النجوم لتشرق وتتألق وتتأنق في واحدة من أكثر المناسبات بريقاً في التقويم الاجتماعي البريطاني وربما في العالم أجمع وهي سباق رويال أسكوت في بيركشاير الذي يمتد حتى 19 يونيو الجاري.

ومن جورجيا توفولو نجمة «ميد إن تشيلسي» إلى شارلوت هوكينز مقدمة برنامج صباح الخير بريطانيا، وإلى سيمون كويل وصديقته لورين سيلفرمان تتعدد النجوم والمشاهير الذين يحرصون على الحضور والتسابق في مضمار الأناقة بالسباق الذي انطلق للمرة الأولى في 11 أغسطس 1711، عندما ركبت الملكة آن فرسها من قلعة وندسور إلى الميدان الذي يقام فيه السباق الآن، وقالت: «سيكون هذا مكاناً جيداً لسباق خيول».

الحاضر الغائب في سباق العام الجاري هو الملكة إليزابيث (95 سنة) وهي من عشاق سباق الخيل المتحمسين، والتي أعلنت في بداية الشهر الجاري أنها لن تحضر أسكوت هذا العام بسبب القيود المستمرة وهي التي اعتادت الحضور سنوياً عبر 68 عاماً منذ تتويجها على عرش بريطانيا.

الملكة إليزابيث لم تتمكن من الحضور هذا العام بسبب القيود الصارمة المفروضة عليها


تقييدات في 2021



تشارلز وزوجته يوم أمس في سباق رويال أسكوت


وكانت أسكوت تخطط لحضور 4000 شخص في اليوم، وهو عدد أقل بكثير من الحضور المعتاد الذي كان يزيد على 300 ألف متفرج على مدار الأيام الخمسة للسباق الشهير، وفي كل الأحوال سيتعين على الجميع الالتزام بارتداء القناع الطبي.

وعادة ما يفرض على زوار مضمار كوين آن ورويال الالتزام بقواعد اللباس الصارمة، والتي لا تسمح بارتداء الفساتين العارية أو التي تكشف الكتفين والصدر، أو الثياب فوق الركبة، كما أن القبعات وأغطية الرأس الأنيقة والمبتكرة أمر لا بد منه، ولكن القواعد تكون اكثر استرخاء في وندسور والأماكن الأخرى للسباق.

تاريخ ارتداء القبعات

Mandatory Credit: Photo by James Veysey/Shutterstock (10314326e)RacegoersRoyal Ascot, Day 1, UK - 18 Jun 2019


أخبار ذات صلة

حلة جديدة لأزياء التسعينيات من دولتشي آند غابانا لربيع 2023
اللمسة الشبابية تسيطر على مجموعة فيندي الرجالية لربيع 2023

ويعود للملكة فيكتوريا الفضل في إلهام النساء بارتداء القبعات وأغطية الرأس المبتكرة عندما ارتدت إحداها في أحد السباقات في الثلاثينيات من القرن الـ19،ومن يومها أصبحت القبعة وتنويعاتها وتصميماتها أهم حدث في رويال أسكوت ربما يتفوق على سباقات الخيول نفسها.

أما بالنسبة لأزياء الرجال، فقد وضع أساسها بوا براميل صديق الملك جورج الرابع الذي قرر في عام 1807 أن يرتدي الرجال المعاطف السوداء الطويلة مع ربطة عنق بيضاء وسروال.

وأصبح الأمر أكثر تفصيلاً للحفاظ على روح السباق مع ظهور الدليل الرسمي للأزياء في عام 2012.

إذ يجب أن ترتدي النساء اللاتي يحضرن «رويال انكلوشر» أزياء فوق الركبة مباشرة أو أطول، على أن تكون الأكمام بطول بوصة واحدة على الأقل.

استعراض للقبعات


أما بالنسبة للرجال فينصح بارتداء بدلة وقميص أسود أو رمادي.

موضة للرجال والنساء


وفي عام 1922، علق أحد صحفيي التايمز على أن أسكوت كانت «أفضل مكان معروف في إنجلترا لمشاهدة النساء الجميلات بملابس جميلة».

منذ البداية، كان الحدث مرادفاً للأزياء الراقية، وكانت القبعات الفاخرة والمبتكرة دائماً جزءاً أساسياً من قواعد السباق.

في القرن الـ19، عزز الأمير ريجنت وصديقه بو بروميل مكانة أسكوت في ثقافة الموضة الراقية، وأصروا على أن الرجال المحترمين والأنيقين يجب أن يرتدوا معاطف سوداء مخصرة وربطة عنق بيضاء مع بنطلونات عند حضور السباقات. مع مرور السنين، تطورت هذه النظرة الأنيقة إلى معطف الفستان الشهير لدى النساء.

وعندما بدأت الموضة في سباق الخيل تكتسب أهمية، بدأ بعض الرجال في تعديل وتكييف مظهر معطف الركوب، المعروف باسم معطف «نيوماركت»، لجعله مناسباً للزي الرسمي. في النهاية، أدى ذلك إلى ظهور ما نشير إليه الآن بمعطف الصباح.

ساحة الموضة العالمية

TOPSHOT - A racegoer poses for a photograph on day one of the Royal Ascot horse racing meet, in Ascot, west of London, on June 19, 2018. - The five-day meeting is one of the highlights of the horse racing calendar. Horse racing has been held at the famous Berkshire course since 1711 and tradition is a hallmark of the meeting. Top hats and tails remain compulsory in parts of the course while a daily procession of horse-drawn carriages brings the Queen to the course. (Photo by Daniel LEAL-OLIVAS / AFP) (Photo credit should read DANIEL LEAL-OLIVAS/AFP/Getty Images)


بحلول أوائل القرن الـ20، أصبحت أسكوت ساحة للأزياء والموضة مع التركيز على القبعات، وتحولت إلى فرصة للتباهي بها.

وخلال الأيام الأولى للسباقات، كانت القبعات لباساً إلزامياً في جميع المناسبات الرسمية. عندما بدأت تختفي القبعات في جميع أنحاء المجتمع البريطاني، حافظ السباق على معاييره العالية وجعلها محور الأناقة لدى سيدات المجتمع والأميرات والنجمات.

ولعيون السباق وحسناواته، تقوم شركة Christys’s & Co Ltd البريطانية بتصنيع القبعات منذ عام 1773، وقدمت آلاف القطع إلى الحاضرين في أسكوت، بما في ذلك السير ونستون تشرشل.

الطريف أنه «في عام 1797، تم وضع جون هيذرينجتون في السجن لارتدائه قبعة طويلة في الأماكن العامة - وإخافته النساء والأطفال!».

ولا تتبع كل القبعات في أسكوت النمط التقليدي الأنيق، بل أصبح غطاء الرأس الأكثر غرابة جزءاً من ذلك التقليد.

ASCOT, ENGLAND - JUNE 20: A guest on day three, Ladies Day, of Royal Ascot at Ascot Racecourse on June 20, 2019 in Ascot, England. (Photo by Chris Jackson/Getty Images)


ربما يتذكر رواد السباق جيداً ديفيد شيلينج الذي صنع قبعات لوالدته بتصميمات غريبة طريفة تشمل برج إيفل أو رأس زرافة، وتطورت الأشكال والتصميمات وأصبح الكل هاوياً أو محترفاً يتبارى في تصميم وارتداء القبعات الغريبة العجيبة الطريفة.

وبصفة عامة يمكن أن تمنحك القبعة المناسبة الثقة والجاذبية والغموض والحماية والمهابة للشخصية.