محمد ناصر النجدي

يترقب البريطانيون بخوف وفزع تصوير وعرض ثلاثية جديدة من فيلم الرعب The Exorcist أو طائر الأرواح الشريرة في عام 2023 بعد أن تسبب الجزء السابق منه في موجة عارمة من الرعب والهلع أصابت جيلاً بأكمله.

وأعادت صحيفة ديلي ميل للأذهان ردود الأفعال الرهيبة التي أثارها الفيلم لدى عرضه في عاصمة الضباب في عام 1974 بعد عام واحد فقط من عرضه بالولايات المتحدة الأمريكية.

إذ تعرض عشرات من رواد السينما للإغماء أو القيء، وأصيب البعض بنوبات قلبية، بينما أكد آخرون، أنهم أرادوا مغادرة السينما لكنهم كانوا خائفين من الحركة ومن ظلام دار السينما.

واضطرت السلطات إلى وضع عربات إسعاف خارج دور السينما للتدخل السريع وإنقاذ المشاهدين.

لقطة من العمل

ولم يتوقف الأمر على ذلك، إذ أعلن الآلاف، أنهم عانوا من كوابيس مزمنة ورعب من البقاء بمفردهم في المنزل أو السير في مناطق مظلمة بعد مشاهدتهم الفيلم الذي رفع عدد المترددين على العيادات النفسية.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها

الأكثر من ذلك أنه في جميع أنحاء بريطانيا، طالبت المجالس المحلية بمنع العروض، بينما دعا القساوسة إلى محوها من دور السينما أو بيع نسخ الفيديو، وطالبت الناشطة المحافظة ماري وايتهاوس بحظر الفيلم تماماً.

ملصق للفيلم


الآن، تتجدد المواجع وتعود الذكريات، بعد أن أعلنت شركة يونيفرسال بيكتشرز أنها رصدت ميزانية قدرها 400 مليون دولار لتصوير ثلاثية جديدة من السلسلة يعرض أولها في عام 2023 احتفاء بالذكرى الخمسين لعرض فيلم الرعب الكلاسيكي في الولايات المتحدة.

تم اختيار الممثلة إلين بورستين (88 سنة) لتعيد تمثيل دور كريس ماكنيل، والدة الفتاة الأصلية ريغان الذي مثلته في الجزء السابق، حيث كانت والدة الفتاة التي جسدتها «ليندا بلير».

ولا يزال الفيلم الذي أخرجه ويليام فريدكين يعتبر من أكثر الأفلام رعباً على الإطلاق في تاريخ السينما العالمية.

ودفع الجدل حوله كاهناً بريطانياً إلى الادعاء بأنه ما لم يتم «إيقاف» الفيلم، سيكون هناك «خطر حقيقي» من وجود أعداد كبيرة من الأشخاص المصابين بالفصام أو الشيزوفرينيا، إلى جانب حالات «تلبس» أرواح شريرة.

لعنة الفيلم

لقطات من الفيلم وردود الأفعال

الغريب أن الفيلم الذي يستند إلى كتاب يحمل نفس الاسم لويليام بيتر بلاتي عانى من مشاكل غير طبيعية أثناء التصوير.

إذ دمرت النيران معظم أماكن تصوير منزل ماكنيل، بينما عانت كل من بلير وبورستين من إصابات مؤلمة في الظهر أثناء التصوير، وكانت صرخاتهما في الفيلم حقيقية من شدة الآلام.

من جانبهم، حاول صناع الفيلم الإيحاء بوجود رسائل مموهة في الفيلم، مثل الوجه الأبيض الذي يومض لفترة وجيزة على الشاشة أثناء الحلم، مع الاستعانة بأصوات اصطناعية مزعجة جنباً إلى جنب مع أزيز النحل لزيادة جرعة الخوف بين المشاهدين.

ويؤكد فريدكين أنه عندما شاهد اللقطات المصورة أثناء المونتاج، رأى صوراً ورؤى غريبة لم يتم التخطيط لها ابداً، وتسببت المؤثرات الخاصة في إصابة الممثلين بأعراض مختلفة بحيث كان التصوير أشبه بكابوس.

وامتدت لعنة التصوير لتشمل وفاة جد بلير خلال الأسبوع الأول من التصوير، كما توفي الممثل الأيرلندي جاك ماكجوران بعد أسبوع من إكمال مشهد وفاته درامياً على الشاشة.

وبعد عامين من عرض الفيلم في بريطانيا، توفي لي جيه كوب، الذي لعب دور الشرطي الحازم الملازم ويليام كيندرمان، بنوبة قلبية في فبراير 1976 عن عمر يناهز 64 عاماً.

كما توفيت الممثلة اليونانية فاسيليكي مالياروس التي لعبت دور والدة الأب كراس قبل عرض الفيلم مباشرة، وكاد ابن ميلر أن يقتل في حادث دراجة نارية أثناء التصوير.

لقطة من الفيلم

من جانبها، أوضحت إيلين ديتز، التي لعبت دور الشيطان بازوزو، في مقابلة عام 2020 إن فريدكين أخفى طعاماً فاسداً في مكان التصوير في محاولة لإعادة خلق الرائحة الكريهة للشيطان وجعل الممثلين يشعرون بعدم الارتياح حتى يأتي تمثيلهم طبيعياً.

وساعدت الأجواء المثارة حول الفيلم في تغذية عوائد شباك التذاكر المذهلة، حيث حقق أكثر من 441 مليون دولار وقتها، وأصبح أول فيلم رعب يتم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم.