خلود الفلاح

يبدأ الروائي السوري «هيثم حسين» كتابه «لماذا يجب أن تكون روائياً؟!» بعدة تساؤلات، منها: ما هي فوائد الرواية؟ ولماذا نقرأ الروايات؟ وهل تهدر القراءة وقت قارئها؟ ولماذا لا يضع الروائي ملخصاً لعمله؟ ويبدأ الكتاب الصادر عن منشورات «خطوط وظلال» (الطبعة الأولى ـ 2021 )، بمقدمة يشير فيها هيثم حسين إلى النقد المقدم من بعض القراء والنقاد إلى الروايات من حيث الحجم والصغر، كأنهم يطالبون بكتابة وفق صيغة مثالية دون مراعاة لشروط الكتابة الروائية، والشكل الذي يراه الكاتب مناسباً لعمله الروائي.

ويشير الكاتب هيثم حسين إلى أنه لا وقت مهدور في القراءة، على اعتبار أن الكتابة تحفظ إرثاً إنسانياً متراكماً عبر الزمن، تنتشل المنسي والمهمل من زوايا الإهمال.

وبحسب الكتاب، يدرك المهتمون بالفن الروائي أن بناء رواية على صيغة رسائل متبادلة بين الشخصيات هي من أساليب البناء، الذي لا يحتاج إلى حبكة قويَّة ولا إلى اشتغال درامي بحيث يكون تشابك الخيوط والمحاور، راسماً لعوالم الرواية، بل يتصدر كشكل فني لا يحتاج إلى هندسة كبيرة لإتمام البناء الروائي.

ويرفض هيثم حسين أن يستهل الروائي مشواره الإبداعي بعيداً عن خصوصيته المحلية، معللاً ذلك بأن المحلية هي البوابة التي يطل بها الروائي على الآخر، وقد يكتشف أثناء الكتابة كثيراً من التفاصيل والخبايا عن مدينته إذا أراد الكتابة عنها، ويكون الاشتغال على الرواية بمثابة النظر عبر العين الثالثة كي يرى ما هو فيه، ذلك أن أي محلي هو جزء من مشهد عالمي واسع.

لكن كيف يمكن الإجابة عن سؤال من نمط: هل تتأثر الرواية بالتغيرات المناخية؟.. نعم، لقد شكل المناخ مجالاً خصباً للرواية، إذْ عمل بعض الروائيين خاصة الأجانب على تقديم أعمال روائية تحذر وتنذر بكوارث متخيلة، وكمثال على ذلك «رواية» عام الفيضان للروائية مارغريت أتودد، التي قدمت عملاً استشرفت من خلاله ظهور أوبئة وفيضانات تتسبب بتغير بيئي خطير، يؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر بشكل كارثي في مدينة متخيلة.

وأشار الكتاب إلى موضوع يعطيه الروائيون أهمية كبيرة في العمل الروائي هو «الهوية»، باعتبارها مدخلاً للذات الإنسانية، التي تحاول الرواية إعطاءها أصواتاً لتعبر عن هواجسها وأفكارها، دون القيود التي تفرضها سلطات الواقع.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب


وأخيراً، تحدث هيثم حسين عن وحدة الكاتب، وكيف أنها قد تكون لبعض الروائيين الدافع والمحرض على استمرار الكتابة.