محمد ناصر النجدي

يبدو أن رهان هوليوود على الحنين للماضي كسب هذه المرة مع عرض الجزء الخامس من فيلم Scream 5 أو الصرخة للمخرجين تايلر جيليت ومات بيتنيللي أولبين، بعد أن حقق في يوم عرضه الأول 3.5 مليون دولار علماً بأن ميزانيته 24 مليون دولار فقط.

ويصف بعض النقاد الفيلم بأنه الأفضل منذ عرض الفيلم الأصلي لويز كرافين في عام 1996.



من حيث الممثلين، يعود جميع المحاربين القدماء في الأجزاء السابقة مثل نيف كامبل، وكورتني كوكس، وديفيد أركيت أمام فريق من الوافدين الجدد من بينهم ميليسا باريرا وماسون جودينج وجينا أورتيجا وجاك كويد.

وتدور أحداث الفيلم بعد مرور 25 عاماً على سلسلة من جرائم القتل الوحشية التي صدمت مدينة وودسبورو الهادئة، حيث يرتدي قاتل جديد القناع الشهير للتنكر ويبدأ في استهداف مجموعة من المراهقين بعد أن تتكشف أسرار رهيبة من الماضي، أراد البعض محوها ونسيانها.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها

الفيلم الجديد هو الأول منذ وفاة مخرجه الأصلي كرافن الذي رحل عن عالمنا في عام 2015، وربما ذلك ما أفاد الفيلم بضخ رؤية جديدة للمخرجين جيليت وأولبين الذين يعرفهما عشاق دراما الرعب والترويع جيداً منذ فيلمهما Ready or Not أو جاهز أم لا.

أحد الملصقات


وعادت نيف كامبل، التي لعبت دور البطولة في الفيلم الأصلي، بدور سيدني بريسكوت لتعيد للأذهان الدور الذي منحها صك النجومية والشهرة، ودخلت في مباراة للتألق مع كورتني كوكس في دور جيل ويذرز وديفيد أركيت في دور ديوي ريلي.

واستطاع المخرجان بمساعدة السيناريو من جي بوسيك وجيمس فيندربيلت أن يحبسا أنفاس المتفرجين ويحافظان على كم الإثارة والمفاجآت والرهبة في كل لقطة بالفيلم، رغم بعض البطء في أحداث بداية الفيلم وهو ما يمكن تبريره أيضاً.

ملصق «صرخة»


الرائع أن الفيلم يمزج بين الكوميديا والرعب، وفي اللحظة التي نضحك فيها يفاجئنا بمشهد نترقب فيه مشدوهين ما يحدث، وعندما يتمكن الرعب منا، يخفف من جرعة التوتر بمفارقة أو لقطة مضحكة.

والفيلم ليس مجرد إحياء لما سبق، ولكنه تنشيط للذاكرة والخوف والصدمة والترويع، في تتبع لقاتل ذكي متوحش، نجح المخرجان فيه في التخلي عن السرد الممل والتركيز على اللقطة والمؤثرات الصوتية والبصرية التي تلعب دوراً رئيسياً في الأحداث.

لقطة من الفيلم


وأثبت الممثلون الجدد ميليسا باريرا وجينا أورتيجا وجاك كويد قدراتهم التمثيلية في مواجهة النجوم القدامى.

من جانب آخر، أكد الفيلم أن فكرة القاتل المتسلسل المقنع الذي يدخل في مباراة أو تحدي ذكاء مع ضحاياه ومع المشاهدين، مازالت فكرة خبيثة وممتعة، رغم مشاهد العنف الدموي الشديد في بعض المشاهد، وبعض الإيحاءات الجريئة.

مشهد من الصرخة


ويوازن السيناريو بذكاء بين الإشارات إلى الأفلام السابقة، والجديد الذي يقدمه من جرعة متميزة من الرهبة والإثارة والترقب، وهو ما نلحظه منذ المكالمة الأولى مع تارا، التي نكتشف فيما بعد أن المقصود منها ليس تارا بل جذب شقيقتها وإغراءها للعودة إلى المنزل.

باختصار، يحاول الجزء الخامس من الصرخة أن يكون فيلم رعب حقيقي، بدلاً من مجرد الإشارة لذلك النوع من الدراما، ونجح في ذلك بالفعل، مع وجود بصمات بطريقة غير مباشرة للأساتذة هيتشكوك وكاربنتر.