سارة مطر

المنصة الرقمية لمشاهدة أحدث العروض التلفزيونية والسينمائية، تبدو لي أهم ما حدث في السنوات الأخيرة، حيث يمكنك أن تتنقل لتشاهد فيلماً في الإكوادور وآخر في الأوروغواي، وتتوقف أمام فيلم ذي صناعة هوليودية أو بوليودية.

الجميع- سواءً أكنت المشاهد العاشق للسينما أو المتخصص- يطمح في ذات الوقت للوصول إلى مختلف العوالم، ويخشى من صناعتها السينمائية، التي تبقيها طي النسيان أو كما تسمى باللغة الإنجليزية "low profile"، وهو المصطلح الذي يعني فيه أن يبقى الشيء بعيداً عن الأنظار، أي إنه يتجنب أعين المشاهدين، ويصر على أن يشاهد أفلامه المختصون من خارج نطاق الوطن الذي تم الإنتاج فيه، مع وجود مثقفين مختلفين ذي نظرة مختلفة، رغم جودة ما يقدمونه حتى وصلوا بإنتاجهم إلى أعلى وأهم المهرجانات الدولية.

تذكرني التيمة " "low profileدائماً بالراحل الحاصل على جائزة نوبل الأديب نجيب محفوظ، فقد استطاع- رحمه الله- الاستغراق في روايته عن المحلية، والحقيقة أن الحياة في مصر ذات ألف وجه ووجه، إذ اختار نجيب التغلغل في المحلية، واختار إحسان عبدالقدوس الطبقة المتوسطة، فيما تجلى الراحل يوسف إدريس في البحث عما يحدث في الحياة القروية.

للأسف تظهر بعض الأفلام وتُعرف أخرى في المهرجانات فقط، وبعضها ينتهي دوره، حتى استطعنا الوصول إليها من خلال المنصات التلفزيونية التي نقلتنا إلى عوالم مختلفة.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب

أتمنى بعد مضي عدد من السنين، أن أكتب عن السينما تلك التي لا يعرفها الجمهور، لكنه لا يطيق صبراً أن يتفهم وضع هذه الحياة.

حياة مديدة داخلي من الأسى والألم والحزن والبكاء وارتداء الملابس السوداء التي لا تقلع إلا بعد مضي وقت، يتمازج كل هذا الطقس مع صراخ الأطفال وبكاء العجائز، ونحيب لا يتوقف، وبالتأكيد النحيب يأتي بداخله أكثر حرارة وأكثر قوة، أنهم يعيشون مرحلة القرب إلى الموت، فيتعاملون معه بكل قسوة زاعقة، قاتلة للروح، سارقة لكل معاني البهجة، يعدون الأيام التي سيكونون مكان هؤلاء الأبطال، وينتظرون النشيد الوطني الذي يصل بهم إلى المقبرة وتنتهي حياتهم بكل سهولة ومن دون ضجيج.

عني أنا ككاتبة وروائية، أن أشاهد فيلماً جزائرياً أو فيلماً من بلد الواق واق، له نجاح كبير بالنسبة لي، زيادة أعمق في رؤية حياة الآخرين من خلال الشاشة الفضية، ورصد كل ما يدور بداخلها، إنها حياة كاملة جداً ترصد حياة طويلة وعرضية، كما فعلت المسلسلات السورية، التي جعلتنا نغرق جيداً في قصصها اليومية، ونضالاتها المتعددة في الدفاع عن وطنها، وهذا دور السينما الحقيقي.