أما أن يصلك شعور فائض، مؤثر، حانق، يربض على جسدك حتى لا تستطيع الحراك، فبالتأكيد أن هذه المشكلة ليست مشكلتك، وبالتالي لن تكون الأخير الذي يعاني من تنمر البعض، سواء بالنظرات أو الهمهمات وأحياناً بالمفردات المفضوحة والضرب تحت الحزام.
تعود وتسأل نفسك: ما بال هؤلاء يتعاملون معي بهذه القسوة دون حتى أنك تتصور أن أعينهم لا تستطيع مشاهدة الجمال، فقد اعتادوا على رؤية القبيح فقط!
وهذا يدعني أتحدث عن نظرة الآخرين تجاهنا، هل هي تهمنا بالدرجة الأولى؟ أم أن نظرتنا الداخلية لنا هي الأهم؟ إذا كنت تضع نفسك في موقع لا تستحقها، فأنت بالتأكيد ستتعرض لمثل هؤلاء في كل مكان، وتستحضرني قصة «أبها» إحدى الزميلات وكانت من الوافدات للمملكة العربية السعودية، دخلنا سوياً إلى المحل، وكان يتعامل معها ببعض الفظاظة والخشونة، فيما عاملني بتقدير أكبر، مشاعره كانت مختلة على نحو ما، أبها كانت وافدة أما أنا فلست سوى سائحة، فتعامل معي كأجنبية، أما أبها فتعامل معها معاملة البلد أو كأنه يعرفها من ألف عام.
خرجنا سوياً من البقالة، كانت عينا أبها منكسرة، ضحكت طويلاً عليها، كان يجب أن تعرف أن مثل هؤلاء متواجدون بكثرة، الرجل البقال لديه وجهة نظره تجاه الذين يأتون إلى بلاده، وبدلاً من أن يفرح بأن البضاعة التي يقدمها سوف تنتهي بسرعة من الرفوف، لكنه فكر بأمر آخر يخصه شيئاً، وأبها لا دخل لها فيما يفكر فيه هذا الرجل.
أخبرتها ألا تعرض نفسها لمثل هذه الخيبات، وأن تبحث عن بقالة أو أخرى، أو أن تعيد ترتيب مشاعرها وكيف يمكن لها أن تناطح غضبها بقوة.