محمد ناصر النجدي

لا شيء يضفي الجدية على فيلم الأبطال الخارقين بشكل أكثر فعالية من وقت العرض المطول، وهو يتحقق في فيلم باتمان الذي يمتد عرضه أكثر من 176 دقيقة، رغم نجاح المخرج مات ريفز إلى حد كبير في إبعاد الملل عن الأحداث، بمساعدة التصوير المتميز والموسيقى.

وفي بعض أجزاء الفيلم يشعر المشاهد وكأن المخرج يعيد صنع فيلم «سفن» الشهير ولكن مع روبرت باتنسون الذي أضفى أبعاداً إنسانية أكثر عمقاً للبطل الخارق، ولم يعد دوره يقتصر على مكافحة الجريمة فقط.

باتمان


تبدأ الأحداث مع وقوع العديد من جرائم القتل المروعة في مدينة جوثام، يرتكبها سفاح ذكي يسمي نفسه ريدلر «بول دانو»، ويعتقد الكثيرون أن الدوافع سياسية بالأساس.

ويؤدي اختفاء امرأة شابة تم رصدها مع أحدث ضحايا ريدلر إلى دفع باتمان إلى ملهى ليلي تديره عصابة، وهناك يلتقي مع سيلينا كايل «زوي كرافيتز» أو المرأة القطة التي ترتبط بعلاقات غامضة مع المشبوه كارمين فالكون.

ومع استمرار ريدلر في استهداف سياسيي المدينة والقادة الأخلاقيين المفترضين، سرعان ما اكتشف باتمان وجوردون أن ضحاياه مرتبطون بلائحة اتهام شهيرة في تاريخ جوثام كان الهدف منها القضاء على الجريمة، لكنها لم تفعل ذلك.

أخبار ذات صلة

جي ريتشي يخرج النسخة الواقعية من هيركيوليز
أميرة «ديزني» في «ذي برينسس».. مقاتلة شرسة لا تنتظر من ينقذها

ويسابق باتمان الزمن للقبض على ريدلر قبل أن يقتل مرة أخرى، ولكنه مع استغراقه في التحقيق يكتشف بعض التفاصيل الصادمة حول تاريخ عائلته.

ويواجه باتمان عاصفة من الشك والحيرة، ويبدو متردداً ولو للحظة بين الواجب والولاء.

وبعيداً عن الأكشن والمغامرات، نتعرف أكثر على البعد العاطفي في شخصية باتمان، مع سيلينا «المرأة القطة» التي يقع في حبها.

وشيئاً فشيئاً يتعرف المشاهدون على دوافع السفاح الذي يحاول تطبيق العدالة من منظوره على ضحاياه المتورطين.

باتنسون


الجديد في الفيلم أنه يجعل باتمان محققاً أكثر منه مقاتلاً، يحاول أن يطبق القانون بالمنطق واكتشاف الحقائق، قبل أن يستعرض إمكانياته الخارقة.

وربما كان من المفترض أن يكون النص أقل كلاماً، وخاصة أنه في بعض الأحيان يلخص للجمهور ما يجب أن يعرفه أثناء العمل.

كما أنك تشعر أن باتمان يحاول أن ينجز «ثلاثية كاملة» من العمل في فيلم واحد فقط.

ولكن الحبكة الدرامية تحافظ على تفاعل المشاهد وترقبه.

باتمان


والفيلم بصفة عامة يرسم مستقبلاً أكثر إشراقاً للشخصية الأسطورية تشجع على إنتاج المزيد منها، كما يدعم باتنسون كوجه جديد لباتمان يستحق فرصاً أخرى.

برع المصور السينمائي جريج فريزر في غمر الفيلم بلون أسود محبب، بطريقة تتناسب مع الأحداث، ولكنه يصنع أيضاً بعض الصور الجميلة بشكل مذهل باستخدام مبدع للضوء.

وأجادت العدسة في تصوير المطاردات النارية، وعالم الليالي الممطرة والأيام الملبدة بالغيوم حيث تلتف الظلال والدخان في أزقة المدينة وشوارعها.

كما تفاعلت الموسيقى التصويرية مع الأحداث الدرامية، وساهمت في خلق أجواء من الترقب والتوتر بين المشاهد المختلفة.

وحقيقة، لا يوجد مشهد واحد في الفيلم لا يستفيد من عمل الملحن بطريقة ما.

ونجح المخرج مات ريفز في إقناع المتفرجين بأنهم يشاهدون فيلماً مختلفاً عن باتمان يستحق المشاهدة.

وتبلغ مدة الفيلم 176 دقيقة، من إخراج مات ريفز.

وبميزانية 200 مليون دولار، أما البطولة فلعبها روبرت باتنسون، زوي كرافيتز، بول دانو، جيفري رايت، أندي سيركيس، كولين فاريل.