خالد السويدي

كثير من أهل دبي يتذكرون عتيق المري، مدير إدارة الجنسية وجوازات دبي، رحمه الله، كان معروفاً لدى الجميع تقريباً، لا سيما أن العديد من الأشخاص كانوا يحملون ورقة كانت تسمى "ورقة عتيق"، وهي أشبه بشهادة إلى من يهمه الأمر توضح أن حاملها قدم أوراقه للحصول على جنسية الدولة.

كانت تلك الورقة بمثابة الضوء الأخضر التي تتيح لحاملها تسجيل أبنائه في المدارس الحكومية، وتخليص معاملاته الحكومية والمرورية وغيرها من الخدمات، فلم تكن تتعطل مصالح ومعاملات من كانوا يحملون تلك الورقة.

كان عتيق المري مثالاً يحتذى به للمسؤولين في تلك الأيام، أبوابه مفتوحة للجميع، أتذكر شخصياً عندما تحررت من وجود اسمي في جواز سفر والدتي لأحصل على جواز سفر خاص بي، كنت في مكتبه حينها استقبلني بكل ود وترحاب مع والدي، وفي غضون دقائق صدر لي جواز سفر جديد ما زلت أتذكر رقمه المميز.


لسنوات طويلة دأب عتيق المري على خدمة الناس، لم يكن من النوع الذي يعقد الأمور، ولم تكن تستهويه الجملة التي يكررها بعض المديرين في الوقت الحالي والمتمثلة في عبارة: "هات لنا أمر"، كان يأمر وينهى بنفسه واضعاً بعين الاعتبار جعل حياة الناس أفضل، وبالطبع لم يكن ذلك إلا بمباركة ودعم من المرحوم بإذن الله الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي وضع ثقته فيه فكان على قدر هذه الثقة.

لا أعرف لماذا طرأ اسمه بالتحديد عند كتابة هذا المقال، ربما لأنه كان من الأشخاص الذين خدموا الناس بكل حب وتفانٍ، وربما لأنه كان نموذجاً للمدير الذي يسعى إلى حل المشاكل وعدم تعطيلها، وكان بحق من أولئك الذين كانوا مفاتيح للخير مغاليق للشر.

عندما أتطرق إلى عتيق المري فلا يعني ذلك هضم حقوق غيره من المديرين، بل إن هناك عشرات المديرين الذين إما انتقلوا إلى رحمة الله أو لا يزالون على قيد الحياة لا تزال ذكراهم حاضرة في أذهان الناس بفعل ما قدموه من عمل، وجراء الأثر الطيب الذي تركوه، على النقيض من ذلك هناك عشرات المديرين الذي تفننوا في تعطيل مصالح الناس، مثل هؤلاء لن يتركوا أثراً طيباً وسيجدون أنفسهم منبوذين مكروهين بما فعلوا وبما عطلوا.

أخبار ذات صلة

مزيفون بعمق!
العالم ينقلب


يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: "ليست السعادة بالأموال ولا القصور ولكن بسعادة القلب، وإن أقرب طريق إلى سعادة القلب أن تدخل السعادة على قلوب الناس".