فاطمة اللامي

الحب الحقيقي يحدث وكأنه حادث سير مفاجئ، يقتحمك وأن في منطقة الأمان، يكتسحك تماماً، يُفكك كل أربطة قلبك، يجعلك تتهاوى عشقاً، تفرطُ من عطشك كحبات المِسبحة أمام عينيك حبّة تلوَ الحبّة!، فالحب الحقيقي: حادث قضاء وقدر، بينما الحب المزّيف «التخطيطي»: أشبه بحادث مدّبر بفعل «فاعل»!.

قصص الحب الملهمة التي قرأناها عبر التاريخ، والتي ألهبت عقولنا وأفئدتنا كثيرة، عشنا تشظياتها، وعذاباتها ما بين قرب وفراق واشتياق، حتى فاجأتنا بنهايتها الدراماتيكية.

وربما، ولولا تلك المعاناة التي نقلها لنا الكتّاب والمؤرخون، لما فُتنّا بها وبأبطالها من جميل بثينة، عنتر وعبلة، قيس وليلى، إلى روميو وجولييت، وكليوباترا ومارك أنطونيو، ومن تبعهم من العشّاق حتى أصبحت سيرَهم قصصاً خالدة من عيون التراث، وبقيت إلى يومنا هذا مقولاتهم وأشعارهم حيّة، يتناقلها الناس لتخلدها الذاكرة الشفوية لكثرة ما شُغفنا بها، وأصبحت إقتباساتها تملؤ دفاتر المراهقين والمغرمين والكتّاب والناسخين ومواقع التواصل الاجتماعي.

النهايات السعيدة يتمناها الكل، والكل يسعى إليها، ولكن هناك إرادة إلهية تحتكم إليها مصائرنا شئنا أم أبينا.

هناك فئة هشّة مهشمّة داخلياً، تعتقد بأنها يمكن أن تستعيد خساراتها العاطفية عن طريق إقحام نفسها في حب بديل، سواء أولئك الخارجون للتو من علاقة زوجية، أو من علاقة حب لم يُكتب لها الاستمرار.

في الحالتين، يبقى غالباً كلا الطرفين بعد الفراق يفكر كيف سيبدأ من جديد بدونه، كيف سيملؤ ذلك الفراغ القاتل من بعده، وبمن؟.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30


أمّا المؤسف، أن يخوض «بعضهم» في محاولات غير محسوبة، في البحث عن بديل لترميم الذات، من قبل إنقضاء فترة «التعافي» التام من العلاقة السابقة!.