عبدالله فدعق

الاحتفاء الأكبر بمولد النبي هو أن نحب سنته وندافع عنها

في مثل هذا اليوم الأغر ـ تقريباً ـ ، وقبل 1367 عاماً أنارت الدنيا طلعة سيد البشر، صلوات ربي وسلامه عليه، وقبل 1407 سنة أنار مَقدمه طيبة الطيبة مدينته المنورة به، وقبل 1430 سنة، فارقها إلى الرفيق الأعلى، وعن المناسبتين الأخيرتين بالتحديد يقول الصحابي الجليل سيدنا أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه: «ما رأيت يوماً قط كان أحسن ولا أضوأ من يوم دخل علينا فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ـ أي إلى المدينة المنورة ـ، وما رأيت يوماً كان أقبح ولا أظلم من يوم مات فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم»، رواه الإمامان الدارمي والبغوي.
شهر ربيع الأول، شهر عظيم بالنسبة للسيرة والشمائل النبوية والمتعلقين بها، ولا يهم إن كان الأمر مثلاً، يتعلق بولادته، صلى الله عليه وسلم، أو بهجرته، أو بانتقاله إلى الدار الآخرة، فالمسلم المحب عليه أن يهتم به هو، فداه أبي وأمي، فيفرح بالمناسبات المفرحة المتعلقة به، ويحزن في المناسبات النبوية التي فيها ما يستحق الحزن، كوفاته صلى الله عليه وسلم، ووفاة زوجه وأولاده، رضي الله عنهم، وما حدث في غزوة أحد، أو بئر معونة، أو غزوة مؤتة، وغير ذلك.
لا شك أن المناسبات ليست على مستوى واحد، وبعضها يستحق أن يقدم على بعض، وما يستحق الفرح يقدم على غيره؛ إذْ ليس من الحكمة أن يقال لماذا يتم الفرح بذكرى المولد النبوي، وهناك مناسبة توافقها وهي وفاته، صلى الله عليه وسلم ؟؛ أو أن يقال كيف يكون الاحتفاء بالمولد النبوي في اليوم الذي رزئت فيه الأمة بمصيبة وفاة نبيها وسيدها، صلى الله عليه وسلم؟؛ وذلك لان خالقنا، سبحانه وتعالى، قد تعبدنا بالفرح بنبيه، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بنص القرآن الكريم: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ}، ورسولُ الله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لا شك أنه أعظم الرحمات، مصداقاً لقوله عز وجل: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}؛ وفي كل الأحوال، فإن هذا لا يمنعني من أن أقول إن الاحتفاء الأكبر بمولد النبي، صلوات ربي وسلامه عليه، هو أن نحب سنته، وأن نحييها وندافع عنها، وأن نحبه، وآل بيته، وصحابته، ومن سار على نهجه.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30