د. عبدالرحيم الزرعوني

يعتبر تشكيل فرق العمل من الاتجاهات الإدارية التي استحدثت في النصف الثاني من القرن الماضي، حيث أثبتت جدواها وفعاليتها في إنجاز مهام ومشاريع الإدارة بشكل أفضل من التشكيل الإداري الهرمي أو التقليدي، لكن من المعلوم والمجرب على المستوى العالمي؛ ارتفاع نسبة فشل المجموعات وفرق العمل في تحقيق أهدافها.

والظاهرة الغريبة هي: أن الخلافات تتفاقم أكثر بين نفس الأفراد بعد دخولهم في ائتلاف أو تشكيل واحد!، لكن هذه الغرابة بدأت بالزوال بعد الأبحاث التي قام بها بروس توكمان Bruce Tuckman، حيث توصل في عام 1965 إلى نظرية ونموذج «مراحل توكمان لتطور المجموعة».

لاحظ توكمان أن فرق العمل والمجموعات البشرية في الغالب تمر بـ 4 مراحل رئيسة هي: التشكيل، العصف، التطبيع، الأداء.

وأجزم بأن على القيادات الإدارية التعرف على هذه المراحل، حتى تشكل وعياً لدى أعضائها.. ففي مرحلة (التشكيل) يلتقي أعضاء الفريق لمعرفة هدفهم، ولأن الأعضاء غالباً ما يختلفون في طرق تفكيرهم، ثقافاتهم، قيمهم الثقافية، وحتى مدارسهم الفكرية وأيضاً تطلعاتهم الشخصية؛ لذا فمن الطبيعي أن يحصل التصادم وترتفع الأصوات وتتوتر الأجواء بين أعضاء الفريق، وبذلك يكون الفريق قد دخل في الطور الثاني من مراحل تطوره وهو (العصف).

إلا أن الوعي الذي أشرت إليه في الفقرة السابقة سوف يساعد أعضاء الفريق على تقبل تلك الاختلافات والحد من آثارها الجانبية ومحاولة الاستفادة منها لصقل الفكرة وتوزيع الأدوار بالشكل الأمثل. ونجاحهم في ذلك يعني انتقالهم لمرحلة (التطبيع) والتعاون البناء والعمل المتناغم المؤدي لمرحلة (الأداء) وإنجاز المهام على أكمل وجه.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30