عبدالله المهيري

قرأت خبراً عن حادث اصطدام سيارة بأخرى كانت متوقفة على جانب من الطريق، السيارة المتسببة بالحادث كانت في وضعية القيادة الذاتية، وهذا اسم لخاصية يفترض أن يتغير، لأن سيارات اليوم لا يمكنها أن تكون ذاتية القيادة، وقد أثبتت حوادث عدة في الماضي أن العنصر البشري (أي السائق) يجب أن يكون منتبهاً للطريق طوال الوقت ليتدخل عند الحاجة، لكن تسمية الخاصية بالقيادة الذاتية أو الآلية يجعل الناس يظنون أنها خاصية يمكن تشغيلها ثم بإمكانهم النوم!.. في الأخبار رأيت صوراً لسائقين ينامون في سياراتهم أثناء سيرها في طريق سريع.

قبل عامين تقريباً كان هناك كثير من الصخب حول السيارات ذاتية القيادة، جعلني أظن أنها ستكون جاهزة خلال فترة قصيرة لكن الواقع يثبت أنها فكرة بعيدة وقد لا تتحقق كلياً، إلى ذلك الوقت، الناس بحاجة لإدراك أن قيادة مركبة في طريق عام تحتاج انتباهاً من السائق، وشعوراً بالمسؤولية تجاه سلامة الآخرين.

من ناحية أخرى، فشركات التقنية يفترض أن تمارس مسؤوليتها، وتقلل من الصخب التسويقي الذي يصور التقنيات الرقمية وكأنها الحل لكل شيء، الاعتماد على البرامج والذكاء الاصطناعي يفترض ألا يحذف الناس من المعادلة.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

في النهاية يجب أن يكون هناك أفراد يتخذون القرار عندما لا يستطيع البرنامج اتخاذ القرار الصحيح، وبرامج الذكاء الاصطناعي تعتمد كثيراً على البيانات التي تُجمع، وقد ثبت في حالات عديدة أن البيانات تكون ناقصة وغير كافية، وبالتالي، فالبرنامج لن يكون قادراً على اتخاذ القرارات الصحيحة، هذا يفترض أن يثير قلق الناس لأن المؤسسات الحكومية والخاصة تريد أن تعتمد أكثر على البرامج.