د. أسماء الكتبي

في البداية كانت «ووهان» الصينية بؤرة كورونا الأولى، وفي الأسبوع الماضي أعلنت الصين شبه قضائها على المرض في أراضيها،. لكن في الوقت ذاته أعلنت الأمم المتحدة كورونا جائحة.. فكيف أصبح كذلك؟

أول أسباب تفشِّي كورونا: غباء الأنظمة السياسية وجشعها، وهذا ما حدث في إيران مثلاً، التي يبدو أنها لم تستوعب خطورة هذا الفيروس سريع الانتشار، لدرجة أنها تسترت عليه حين انتشر بين علية القوم فيها، أو ربما تأخرت في استيعاب أن هذا الفيروس قاتل، فأدت قلة الوعي تلك بالسماح لحجاج «الإمام الرضا» بدخول مشهد وقم، وهذا فضح مصداقيتها السياسية أمام العالم، فخسرت اقتصادياً وسياسياً، أكثر مما جنته من حجاجها.

أما السبب الثاني لتفشي كورونا، فهو عناد الشعوب، وهذا ما حدث بشمال إيطاليا مثلاً، فقد اتحذت الحكومة الإجراءات الاحترازية، وأوقفت الرحلات الجوية من وإلى الصين، إلا أن رجال الأعمال هناك، ظلوا يسافرون إليها عبر العواصم الأوروبية الأخرى، وهذا ليس بالضرورة التفافاً على القوانين، لكن ربما لاعتيادهم السفر من تلك العواصم، لأن مطاراتها أقرب إليهم من مطار روما.

ولإحقاق الحق، فإن مستشفى «كودونو»، الذي كان يعالج المصابين بكورونا وتسرب منه المرض، لم يحتو على جميع وسائل الوقاية الطبية، فهو صغير وقصي، ومزدحم. حتى إن رئيس الوزراء الإيطالي نفسه رأى أن ظروف المستشفى من الأسباب الرئيسة لسرعة انتشار الفيروس.

ويجدر القول إنه ما كان للصين لتقطع شوطاً كبيراً في القضاء على الفيروس فيها، لولا قدرتها على تطويع الظروف، وتطويع الشعب، ما يعني أن طاعة أولي الأمر ضرورة خاصة في الأزمات.


أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30