باسمة أبو شعبان

يبدو أننا أرهقناه كثيراً على مدى آلاف السنين.. فوضع كوكبنا يديه على رأسه مناشداً إيانا: «الهدوء قليلاً من فضلكم»، كان ذلك منذ أمد، لكننا لم نسمعه، فالعالم في ضوضاء عالية، موتورات، شاحنات، سيارات، مصانع، مظاهرات، هتافات، طائرات، صواريخ قنابل متفجرات، بكاء، عويل، تصفيق، صراخ، صفير، أصوات مزعجة تحيط بنا من كل مكان، فكيف نسمع!

لو جاءنا منذ سنوات؛ أحد المتنبئين بأحداث المستقبل وقُراء الطالع، وأخبرنا أن أمراً سيحدث يجعل كل سكان الأرض يقبعون في بيوتهم، وستصبح الشوارع في كبريات المدن والعواصم بلا مارّة، وسوف يتم غلق المكاتب والمرافق والمدارس والجامعات لما صدقه نصفنا، والنصف الآخر سيتوقع أمراً جللاً سيحدث، قد يكون غزواً فضائياً، أو حيوانات مفترسة ستغادر الغاب، وتهجم على المدن، واحتمالات كثيرة ستخطر بالبال.

ولكن كما يقولون «يضع الله سره في أضعف خلقه»، فنكتشف أن المتسبب هو كائن لا يُرى بالعين المجردة، أوقف العجلة وجعل البشر جميعاً يتوقفون عن حراكهم، يا لها من مفارقة عجيبة، فيروس بهذا الحجم يتسبب في كل هذا الهلع والقلق والتوتر؟

في دولة الإمارات التي طالما شعرنا فيها بالأمان، ظلت على عهدها، فكانت أول من قرر الدراسة عن بعد لطلبة جميع المراحل، وأنت أينما ذهبت تجد على البوابة من يقيس الحرارة لكل قادم، كما أن ثقة الناس بحسن أداء القائمين، ساهم في تنفيذهم لتعليمات الأمن والسلامة، لذلك فلم أجد ذلك الهلع الذي لمسناه في كل دول العالم، فاستحقت الإمارات الإشادة والشهادة بجدارة.

فاهدأ يا كوكبنا.. فنحن هنا هادؤون.


أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30