فاطمة اللامي

ربما لم يكن وقع الإجراءات الوقائية لفيروس كورونا عليّ مثاراً للضيق منذ البداية، لكوني كائن «بيتوتي» بامتياز، عدا أنني كنتُ قد وضعت مسافة اجتماعية أمِنة منذ زمن طويل بيني وبين كل الزملاء والمعارف والقاصي والداني ومن قبل تداعيات الجائحة العالمية.

تلك المسافة التي تناشد بها، اليوم، منظمة الصحة العالمية العالم، لضمان سلامة البشر وللحد من انتشار الفيروس، أو بما يعرف الآن بــ: سياسة «التباعد الاجتماعي»، لذلك، لم أضف على إجراءاتي سوى أني ضاعفت الملاحظة على والدتي، لكونها تشكو من مرض الربو، والذي يتطلب التحلي بالمزيد من الصبر وطول البال لاحتواء ضجرها ومخاوفها ومزاجها في هذا العمر، كإقناعها بضرورة مبيتي في غرفة مستلقة عنها، كإجراء صحي مؤقت لحين انحسار الوباء!

في بداية الإجراءات الوقائية الحكومية، وإعلان منع التجوال الجزئي، لمساعدة فرق التعقيم الوطني على أداء مهمتها الكبيرة في جميع أنحاء الدولة، ربما حدثت ربكة داخل الكيان الأسري جراء هذا الالتحام المفاجئ الذي طرأ عليها دون سابق إنذار؛ باعتزال الخارج والانكفاء من جديد على الداخل وتفرغ الأبوين لمهامهم الأبوية، باجتماع كل أفراد العائلة بشكل يومي وعودة الشكل الكلاسيكي التقليدي لصميم حياتنا الأسرية، وربما اكتشف الكثير من «الأزواج الاتكاليين» حجم العبء الأسري الذي تنوء به الكثير من الزوجات العاملات وغير العاملات.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

الآن، أجزم بأن الربكة قد تلاشت تماماً، وأخذت الأسر بالتأقلم مع الوضع الجديد، وتحولت من مرحلة الترقب إلى مرحلة البرمجة المثالية لفترة الحجر المنزلي واستثمارها كما يجب؛ باعتبارها فرصة ذهبية سانحة للبدء في مشاريع وخطط وأهداف شخصية كانت مؤجلة بسبب ضيق الوقت!