نظرت لوجه وليدتها لتجد الجمال متجسداً، أسمتها «شهد»، وعزمت النية على تربيتها تربية مثالية، واجتهدت طوال 4 سنوات كي تعلمها وتنبهها وتُقَوِّمَها وتُصَحِّحُ لها المسارات والاختيارات، لتجنبها الوقوع في أي خطأ، أو أي محذور، فهي التي حولت حياتها إلى معنى وهدف وتطلع وطموح، تريد لها أن تكون أفضل أندادها تربية وتهذيباً، وحان الوقت لتدخل الروضة، ليبدأ مشوار الألف ميل.
اكتشفت الأم أنها قلصت مدى السقف للحد الأدنى، منعت ابنتها من استعمال عقلها والركون فقط لأمها، ترجع لها في كل شيء، لم تعد «شهد» تفكر، وكلما سألت المُدَّرِّسة الأطفال عن رأيهم واختياراتهم، أجابت: «سأسأل ماما»، وهذه النتيجة كانت أبعد ما يكون عن تطلعات الأم، من هنا بدأت تُغيِّر نهجها، فقلبت الأدوار، وصارت تستشير هي ابنتها، وبعد حين بدا واضحاً ارتفاع السقف، وامتداد أفق التفكير، ومع الوقت أخذت الطفلة تمارس حرية التفكير والاختيار وتَحَمُّل مسؤولية اختياراتها، ومع تجربة الخطأ والصواب، استقامت الأمور.
واجبنا رفع السقف لأبنائنا.. لا تقليصه.