عبدالله النعيمي

أخطر ما يحدث في أوقات الأزمات الكبرى، هو ظهور بعض الأصوات الشاذَّة، التي تضرب بكلام المؤسسات الرسمية عرض الحائط، وتروج لفرضيات من وحي خيالها المريض.

في الظرف الراهن مثلاً، تتسابق الدول المتقدمة لأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر لحماية شعوبها من فيروس كوفيدـ19 واسع الانتشار، ولأول مرة منذ ولادتنا نرى مدرجات الملاعب خالية، والمدارس مغلقة، والمطارات تعمل بأقل من نصف طاقتها، وقطاع السياحة شبه مشلول، ورغم ذلك يخرج ما بين فينة وأخرى صوت نشاز، يروج لنظريات المؤامرة، ويحث أتباعه على التمرد على الإجراءات الاحترازية.

هذه الأصوات، من وجهة نظري، لا تقل خطراً عن الفيروس، بل إنها مكون أساسي من مكونات الجائحة، لأنها تسهم في زيادة انتشارها، وتعيق الجهود الرامية للسيطرة عليها.

كلنا مع حرية الرأي، لكن ما يفعله أمثال هؤلاء لا يندرج ضمن هذا المفهوم، لأن خطابهم متجرد تماماً من المسؤولية الاجتماعية، والأخلاقية.

مثل هذه الأصوات الشاذة كانت تظهر مع كل جائحة تتفشى في العالم، لكن المشكلة اليوم أن قنوات التواصل الاجتماعي سمحت لها بالوصول السريع إلى مختلف شرائح المجتمع، الأمر الذي فاقم خطرها، وجعلها أكثر تأثيراً، خصوصاً أن العقول البسيطة تنجذب للأطروحات الغريبة، المعاكسة للتيار.

من وجهة أن قوانين الجرائم الإلكترونية في جميع دول العالم يجب أن تقف بالمرصاد لأمثال هؤلاء العابثين، وأن تجرم أي طرح يتضاد مع الجهود الرامية للسيطرة على الجائحة وحماية الناس، حتى لو تطلب الأمر حجبهم عن مواقع التواصل الاجتماعي، فعندما يتعلق الأمر بسلامة المجتمع، لا تحدثني عن حرية التعبير.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30