أمل عمر الحامد

لطالما آمنت بأننا نملك «مطلق الحرية» في اختياراتنا في الحياة! لكن لبعض المواقف، لأن الكون يتحدث بالأقدار! ونحن نحاول أن نستمع له!، وفي هذا السياق، أذكر نفسي كلما ضاقت علي الأرض بما رحبت بقصة الشاعر الفلسطيني «محمود درويش» وكيف تحول طموحه من ذلك الطفل الذي كان يحلم بأن يكون رساماً مرموقاً وذا شأن، لكنه في زمنه ذاك، لم يكن يملك ثمن علبة الألوان أو كراسة الرسم، وكل ما كان لديه القلم بلون واحد، والدفتر، ولأنه كان عاشقاً للتنوع فقد غير المسار من رسام إلى «شاعر» يُشار له بالبنان!

في طفولته المبكرة لم يكن درويش مدركاً لذلك، لكنه كان مُتكيِّفاً مع مجريات الأحداث التي أمامه، فخط بقلمه الأبيات والقصائد لتصبح من أجمل الأغنيات بل وأصبحت تلك القصائد لوحات عُرضت في معارض للفن التشكيلي!، ومن ذلك قوله:

كم أنت حُرُّ في إدارة شأنك الشخصيِّ

في هذا الزحام بلا رقيب منك أَو

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

من قارئ! فاصنع بنفسك ما تشاء!

لقد كان شاعرنا صحيحاً نفسياً، بمعنى (متكيفاً مع مجريات أحداث حياته)، وهذا ما علينا فعله مع كل منعطف أو عقبة تصادفنا في حياتنا، لأنها تصقلنا وتخرج من داخلنا أجمل ما فينا!

هنا يطرح السؤال الآتي: هل نحن مسيرون أم مخيرون؟ الإجابة لديك أنت، لأنك وحدك من يصنع لنفسك مجدك بعد توفيق الله سبحانه، ثم اجتهادك، وأنت من تدرك (قدر) قوتك وطاقتك في مجابهة أي مفترق طرق، وطريق النجاح ليس معبداً ومفروشاً بالورد.

تخيل الآن نفس المشهد من القصيدة التي ذكرتها أعلاه/ حيث تكون: «أنت وحدك ولا أحد يعكر صفوك! ومعك كوب من القهوة وقلمك ودفتر ملاحظاتك أو برفقتك هاتفك الذكي.. سجل به الملاحظات وخططك وأبدأ بإنجازها، واصنع مجدك»، وتأكد أنه بقدر صبرك ورغبتك في تحقيق طموحاتك سيهبك الوهاب سبحانه (القدرة) على تخطي العقبات، وفي النهاية ستصل إن شاء الله، وبكل جدارة.