فرح سالم

في التسعين

أغلب لاعبي كرة القدم لدينا عند وصولهم إلى مرحلة الفريق الأول تضربهم الحيرة ما بين إكمال مشوارهم الأكاديمي أو التركيز على الجانب الاحترافي، وتجد الكثير منهم يتجه صوب تجميد أو تأجيل مسألة دراستهم بسبب ضغوط الموسم الرياضي وبحجة عدم تمكنهم من التركيز في الجانبين.

حديثي في هذا الجانب مبني على الكثير من التجارب للاعبي منتخباتنا في فئتي الشباب والناشئين، ولا أتحدث عن الجميع لأن هناك لاعبين نجحوا في إكمال مسيرتهم الأكاديمية بالتوازي مع مسيرتهم الاحترافية، لكن البعض الآخر يضحي بالدراسة من أجل الساحرة المستديرة.

كما يعلم الجميع بات الجانب الأكاديمي مهماً ومكملاً في كرة القدم مع دخول الاحتراف، إذ أصبح يحتاج اللاعب إلى تعلم اللغات خاصة إذ ما كان محترفاً، إضافة إلى تثقيف نفسه في الجوانب الطبية والأخرى المتعلقة بالتغذية، ناهيك عن مسألة تفتح ذهنه على النواحي التكتيكية والأمور الفنية، إضافة إلى أهمية علم النفس في كيفية تطوير الذات وكسب الثقة والتغلب على الصعاب والتعامل مع الضغوط.

بالأمس، لفت انتباهي خبر حصول النجم البولندي روبت ليفاندوفسكي مهاجم بايرن ميونيخ وأفضل لاعب في أوروبا على شهادة الماجستير في تخصص التربية الرياضية، رغم انشغاله بالتدريبات وباعتباره أحد أفضل الهدافين في العالم، إلا أنه لم ينسَ الجانب الأكاديمي، علماً بأن ليفاندوفسكي يمتلك أيضاً "ماجستير" في التربية البدنية.

إذا كان لاعب مثل الدولي البولندي حاصلاً على هذه الدرجة الأكاديمية فما الذي يمنع لاعبينا من إكمال دراستهم الجامعية، علماً بأنهم لا يتدربون على فترتين وليس لديهم دوام يومي في النادي مثل الأندية الأوروبية، إذ لديهم 3 ساعات في اليوم فقط مع النادي، فلماذا لا تتم الاستفادة من بقية اليوم؟

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

هذه أحد أسباب ضعف العمل الإداري لدينا، لأنه في مرحلة الفئات السنية لا بد أن تهتم الأندية ببناء اللاعب وتطويره وضمان مستقبله من كافة النواحي، وبما أننا نتحدث عن الاحتراف، نتساءل عن غياب دروس التقوية وتعليم اللغات في أكاديميات الأندية لدينا، رغم امتلاك بعض الأندية لمباني تتوفر فيها غرف مخصصة لهذا الجانب إلا أنها فارغة وبلا فائدة.

لكي يكون لدينا إداري محترف ومدرب ذو عقلية متطورة، نحن بحاجة إلى دعم اللاعبين الشباب في الجانب الأكاديمي ومساعدتهم في الحصول على أعلى الدرجات الأكاديمية، لتأمين مستقبله أولاً ولتخريج أجيال رياضية بعقلية متقدمة.