فرح سالم

في التسعين

أعتقد أن الكرة الإماراتية كانت الرابح الأكبر من مواجهة السوبر التي حقق لقبها شباب الأهلي دبي على حساب الشارقة، في مواجهة جمعت بين أفضل المدربين المواطنين حالياً وهما مهدي علي الذي فاز باللقب وعبدالعزيز العنبري المدرب الذي خطف الأنظار وبات الرقم واحد في دورينا آخر 3 أعوام وما زال يحافظ على ذلك.

شهدنا مباراة تكتيكية على مستوى عالٍ جداً من قبل المدربين، مهدي علي كعادته ركز على الاستحواذ وتنويع أماكن الخطورة، فيما لعب العنبري بأسلوبه المعتاد أمام الفرق المنافسة، وهو الاعتماد على غلق المناطق الخلفية والكرات السريعة المرتدة، لكنه افتقد للأدوات التي تمكنه من تطبيق هذا التكتيك بالشكل المطلوب، أهمها البرازيلي كايو الذي كان متواجداً كخيار للمدرب لكنه ليس في أفضل حالاته الفنية بعد الإصابة الأخيرة التي تعرض لها.

سيمنح اللقب المهندس مهدي علي دفعة معنوية كبيرة جداً في هذه الفترة، لأسباب عديدة، أبرزها أنه تسلم زمام أمور شباب الأهلي في فترة حرجة للفريق، لكنه نجح في إعادة ترتيب الأوراق بجدارة واستحقاق سواء في الدوري أو لقاء السوبر، إضافة إلى أن المهندس ابتعد لفترة طويلة عن مجال التدريب، وبعد عودته كان بحاجة إلى نتائج إيجابية ولقب مثل السوبر يعيد له التوهج الذي يستحقه كمدرب.

بالنسبة لي أرى أن الكرة الإماراتية ستدخل في مرحلة جديدة مهمة جداً، في حال تمكن المهندس والعنبري من الاستمرار في التألق والمنافسة سوياً على الألقاب المحلية، الأمر الذي سيمنحهما الثقة والمزيد من الخبرة والحنكة، والتي نتمنى أن ينعكس مردودها مستقبلاً على منتخبنا الوطني، لأنني ما زلت أصر على أن لاعبي الأبيض بحاجة أكثر إلى مدرب قريب منهم يفهم نفسيتهم حتى يتمكن من إخراج أفضل ما لديهم، هم لم يصلوا إلى الاحترافية العالية التي تمكنهم من التعامل مع مدربين أجانب مثل الكولومبي بينتو الذي لا يتعامل إلا بلغة الأرقام والاحترافية في الملعب، لاعبونا بحاجة إلى مدرب يرتاحون معه، وهذه المواصفات متوفرة فقط لدى المدربين المواطنين مثل المهندس وعبدالعزيز العنبري.

نحن أمام حقبة جديدة ستمنح الأندية المزيد من الثقة في المدرب الوطني، ونأمل أن يستفيد منها كل من هو أهل لذلك بعيداً عن المجاملات.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30