ساتوشي إيكوتشي

مع وصول وتوزيع اللقاحات، يبدو أن فرصة الخروج من المحنة أصبحت تتجلى أمامنا، وهي تعني الخروج من عام الإغلاق والتباطؤ الاقتصادي، وربما لا تمثل هذه الأمنية أكثر من أمل خادع، إلا أننا لا نستطيع العيش من دون أمل نتعلق به.

بعد أن اختار المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي شعار «إعادة الضبط الكبرى» Great Reset لدورة العام الجاري، اتضح أن الناس أصبحوا ميّالين إلى توقع العيش في عالم أفضل وهم مقتنعون بذلك، كما لو أنهم ينتظرون حدوث فيضان عارم يمكنه أن يزيل كافة ظواهر ومظاهر الحياة، حسنة كانت أم مشؤومة، وهم يبحثون بعزم وثبات عن الخلاص من المصاعب وحالات التحيز غير العادل التي عانوا منها في أوقات الأزمة.

وارتفعت أسعار الأسهم في اقتصادات الدول الكبرى، مثل: الولايات المتحدة والصين واليابان حتى خلال أيام شهد فيها العالم جموداً اقتصادياً بسبب كثرة القيود المحبطة للأنشطة المدنية، وكان لا بد من إطلاق حملة لإعادة الضبط الكبرى من أجل معالجة الإخفاقات السابقة.

وبما أن المنتدى الاقتصادي الدولي تم تأجيله حتى شهر مايو، فإن لحظة الخلاص قد تأجلت أيضاً، وكأن الظروف قضت بأن تمنحنا الوقت الكافي لإعادة التفكير في الأساليب المثلى لإعادة تشغيل اقتصادنا، وتنشيط مجتمعنا، وتحديد معايير وأغراض هذه الأساليب.

لعل من الأفضل أن نتصوّر شكل العالم الذي نرغب في إعادة بنائه من الرماد بعد انحسار كارثة الوباء، ولا بد أن نكون قد تعلمنا أننا نعيش في أماكن خاصة وفي أوقات خاصة، وكل واحد منا يعيش في حي لا يمكنه استبداله أو نقله. وربما نكون قد تعلمنا بشكل أفضل أنه لا يمكننا الحصول على كل ما نتمناه، لأن الأشياء ليست كلها سلع تباع وتشترى.

لا يمكننا أن نعيش حياة أفضل على الإطلاق إلا إذا عدنا لتدبّر أيام الإغلاق والتفكير فيها لندرك من خلالها القيمة الكبيرة التي تنطوي على الأشياء القريبة منا، مثل التغير التدريجي والمتواصل للمواسم والفصول التي بدت أكثر وضوحاً عندما توقفنا عن الحركة والنشاط، وبدأنا نفكر في خصائص المكان الذي نوجد فيه.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30


خلال العام الماضي، كان كل شيء مقلوباً رأساً على عقب، وما كان يمثل حقيقة واقعة قبل انتشار فيروس «كوفيد-19»، أصبح ظاهرة عابرة طارت مع الهواء، وما كان افتراضياً أصبح هو الحقيقة القائمة والثابتة، مثلما حدث عندما حطّ العالم رحاله على شاشات اللاب توب بعد أن أصبحت تمثل البيئة التي تحتضن كل النشاطات الاقتصادية والاجتماعية منذ الانتشار السريع لجائحة فيروس «كوفيد-19».

وأصبحت الخطوط الفاصلة بين كل ما هو مزيف أو حقيقي غير واضحة المعالم وغامضة أكثر، وبات من الأفضل لنا أن نعيد ضبط كل تلك الحالات الشاذة في الحياة التي حدثت في ظل القيود المرافقة لعمليات الإغلاق، لنصيغ منها مستقبلاً أكثر قبولاً من وجهة النظر المنطقية.