سارة مطر

في كل مرة أتابع فيها مسلسلاً عربياً، يقفز في رأسي ما قالته لي زميلتي الإعلامية اليمنية قبل أعوام، بأن قريتها التي كانت تعيش بها، كانت تتابع بشغف أحد المسلسلات العربية، وصودف أن المسلسل أثر كثيراً على أهالي القرية، حيث وجدوا أن المسلسل يسلط الضوء على مشكلة يعاني منها الآباء بوجه الخصوص، ألا وهي ضرب الصغار، وكانت في تلك الفترة قد درجت عادة ضرب الآباء لأبنائهم في محاولة لتهذيب طباعهم، حتى قيل إن بعض العصي كانت تكسر على ظهورهم، بينما يكتم المضروبون آلامهم وحسرتهم، وكذلك فكرة أن يهربوا من العصي التي كانت تكسر على ظهورهم.

أما كيف تغير المجتمع القروي في اليمن، لأنهم آمنوا بما جيء في عمق المسلسل، حيث خشي الآباء من تحول أبنائهم إلى لصوص، أو هروبهم من البيت من دون عودة، فخاف الآباء من النهاية المفزعة للمسلسل، وتوقف الضرب.

القصة ليست من وحي الخيال، لقد حدثتني الإعلامية كيف أن المسلسلات والأفلام مهمة على الأخص للمجتمعات القروية، لأنها تعيد من جديد مفهوم الإطارات الفكرية، وأن الإنسان مهما كان في أي مجتمع، هو ينظر بالتالي لأن يكون تقدمياً في تربيته لأطفاله، وتحويل أفكاره لقيم ومعتقدات لا تشوبها شائبة، وإلا لما وصل البرغر الأمريكي الشهير والمطاعم والنوادي الليلية إلى أكثر البلاد فقراً مثل تلك المنتشرة في أفريقيا وآسيا مثلاً.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

من هنا يمكنك أن تستشف أن الإنسان جُبل بطبيعته، على رغبته في التغيير، والدليل المِلل الدينية التي ظهرت على مر التاريخ، واختلافها عبر الأزمان، حيث إن كل مِلَّة ظهرت مواكبة لطبيعة البيئة والبشر.