خليفة جمعة الرميثي

«أندرس بريفيك» أو الشهير بسفاح النرويج، والذي ارتكب عدة جرائم، أهمها المجزرة التي راح ضحيتها 77 طالباً في جزيرة أوتويا النرويجية، والذي حكم علية بالسجن 21 سنة.. اليوم هذا السفاح يريد أن يرفع قضية على حكومة بلادة لأن ظروف حبسة الانفرادي (لم تكن إنسانية)، ويشدد على أنه ينتهك حظر الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان.

وكان هذا السفاح الذي يدعي المظلوميّة، قد قام في 2011 بأسوأ مجزرة في النرويج، حيث فجَّر قنبلة خارج مكتب رئيس الوزراء في أوسلو؛ ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة أكثر من 200 آخرين.

وبعد ذلك تظاهر بأنه ضابط شرطة، وأخذ سفينة إلى جزيرة «أوتويا»، التي كانت تقيم معسكراً صيفياً للشباب، حيث قتل هناك 69 شاباً وشابة ببندقية نصف آلية.

ومن وقاحة هذا السفاح أنه تواصل مع صناع الأفلام من أجل نشر قصته، ويتناقش في بيع حقوق فيلم وكتاب عن حياته مقابل 7 ملايين جنيه استرليني، وإذا كنت تعتقد أنه كان يسكن في زنزانة مفردة ناشفة وصغيرة وباردة وحقيرة (فأنت غلطان)، حيث كان هذا السفاح مسجوناً في زنزانة مكونة من 3 غرف، يوجد فيها مكتب وكمبيوتر وصالة ألعاب رياضية ومطبخ، فضلاً عن إمكانية الوصول إلى ألعاب الفيديو والتلفزيون.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

إن محاولة السفاح بريفيك الوصول إلى الشهرة والحصول على المال، واستغلال المجزرة التي ارتكبها بحق العشرات من الأبرياء مع قضاء عقوبته في سجن مريح، تُعدُّ "إهانة لضحاياه وأسرهم".

وإذا كنت تعتقد أن الإحدى وعشرين سنة التي قضاها في السجن سوف تصلحه وتجعله يندم على ما فعل فأنت مخطئ أيضاً، لأن ذلك السفاح قال أثناء محاكمته: إن ما فعله كان عملاً واعياً ومتعمداً، وإنه كان في كامل قواه العقلية، وهو نادم فقط على أنه لم يقتل أكثر، وإن هذه الأيديولوجيا المعادية للهجرة والإسلام والتعددية الثقافية هي بالفعل ما تشكل نظرته الشنيعة للعالم.

البعض يقتل عشرات النفوس البريئة ولكن يعطى فرصة وأخرى من أجل (تحسين) تصرفاته، وكأنه أزعج جيرانه بصوت عزفة على بيانو بعد منتصف الليل، أو دلق الشاي على ملابس الآخرين، وكأنه لم يزهق أرواح بشر لهم أهل وأحبة لم تتح لهم حتى فرصة توديعهم.

هذا السفاح سوف يخرج بعد عدة سنوات ليكمل ما بدأه من قتل.. فأين العدالة الإنسانية التي يدعيها الغرب في ذلك؟

البعض يشوِّه سمعة العرب والدّين لمجرد أن أحدهم ضرب ابنته أو أدَّب ولده، ويوصف بالمجرم، ومن قتل 77 نفساً بشرية يوضع في شقة مريحة ويقاضي بلده.. فأين العقول التي تفهم والتي تستوعب العدالة؟