جاسب عبدالمجيد

حكايات صغيرة

قدم فريقا الجزيرة والإمارات في الجولة الرابعة من دوري أدنوك للمحترفين لكرة القدم مباراة مميزة فنياً، رائعة في تفاصيلها، مجنونة في مناسبات أخرى. مباراة الفن والمتعة والقوة والسرعة والفطنة والذكاء، فيها جهد فكري كبير لمدربي الفريقين، فالصراع بين الفخر والصقور طوال المواجهة كان ممزوجاً بجماليات الأداء والتسجيل. إذا كان الجزيرة معروفاً بقوته وانسجام لاعبيه وكثرة نجومه الموهوبين، فإن فريق الإمارات عبّر عن نفسه بصورة مغايرة هذه المرة، صورة الثقة بالنفس والجرأة والشجاعة، فالفريق لم يرتعب من قوة المنافس ولم يخضع، بل بقي يقاوم إلى آخر لحظة.

إذا استمر فريق الإمارات على هذه الروح القتالية المنضبطة، فإنه سيغادر المركز الأخير إلى محطات متقدمة، خاصة أنه واجه في الأسبوعين الأول والثاني فريقين مرشحين بقوة للقب هما شباب الأهلي والعين، وفي الأسبوع الرابع قابل بطل النسخة الماضية والمرشح الأقوى لنيل لقب الموسم الحالي.

في الجانب الآخر، وعلى الرغم من خسارته برباعية من العين، استطاع فريق اتحاد كلباء أن يُثبت حضوره القوي وقدرته على المقاومة. عندما سجل الزعيم 4 أهداف في الشوط الأول، لم يستسلم فريق النمور، فقد دخل الشوط الثاني بإصرار واضح على تغيير النتيجة، لكنه اكتفى بتسجيل هدف واحد في مرمى خالد عيسى.

أداء كلباء في الشوط الثاني فيه انتصار على اليأس والاستسلام المبكر، حيث قاتل كل لاعب في الفريق بشجاعة فائقة من أجل تصحيح ألوان الصورة أو تعديل النتيجة، وهذه الروح القتالية المعززة بالتعاون الجماعي، يمكنها أن تشكل هوية جديدة للنمور.

أداء الشوط الثاني يجب أن يبقى في ذاكرة الفريق الجمعية لكي يتم البناء عليه، أو الانطلاق منه في المباريات المقبلة.

إن تطور فريقين مثل الإمارات واتحاد كلباء أمر مهم لمستقبل الكرة الإماراتية، لأنهما سيصنعان نجوماً للمستقبل، وسيشاركان بقية الفرق القوية في تقديم مواهب للمنتخب الوطني.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30


جمعة كروية جميلة قدمها لنا الصقور والنمور، ونأمل أن يقدما الأفضل في الجولات المقبلة.