عبدالله المهيري

رأيت مقطع فيديو لمشروع تجاري صغير في هولندا، يديره رجل باستخدام حاسوب صنع في 1985، الحاسوب يعمل لست أشهر دون توقف كل عام ولم يتعطل أبدا، إلا قطعة منه استبدلت بواحدة حديثة، أما البرنامج المستخدم لإدارة المشروع فقد صنعه مالك الشركة بنفسه وطوره بحسب الحاجة.

الفيديو وصل لمواقع عديدة كتبت عنه لأنه يعرض شيئاً نادراً، هناك مؤسسات عديدة حول العالم ما زالت تعتمد على حواسيب وبرامج قديمة وأغلبها يستخدم في التحكم بآلات مصانع لكن أن يستخدم حاسوب قديم للمكتب؟ هذا شيء مختلف، ما أعجبني أنه لم يتخلص من الحاسوب لمجرد أنه قديم، ما دام أنه يعمل ويقدم فائدة فلم التغيير؟

الشركات التقنية اليوم تريد من الناس استبدال هواتفهم كل عام وأجهزتهم التقنية الأخرى كل عامين أو ثلاثة، لأن هذا مصدر للربح لكن فعل ذلك أدى لكارثة بيئية، كما أن أي مشروع تجاري يحتاج لنظام معلومات، وأي مؤسسة تحتاج لنظام لتعرف ما الذي حدث ويحدث وأين ذهبت الموارد وكيف أنفق المال وما هي العوائد وغير ذلك، لكن مشروعا صغيرا يديره فرد سيحتاج لنظام أبسط بكثير من مؤسسة يعمل فيها ألف شخص.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30

مالك المشروع صنع نظام معلومات يناسبه، لم يجد حاجة للانتقال لحاسوب جديد أو برامج جديدة، لم يجد حاجة للانتقال إلى تطبيقات الويب أو الهاتف، ما دام النظام القديم يعمل بكفاءة، فلم التغيير؟ هذا نمط استخدام يختلف عما تريده الشركات التقنية والذي يعتمد على التحديث الدائم ووصف الجديد بأنه أكثر فعالية من القديم.