عبد اللطيف المناوي

قمّة المناخ بجلاسكو كشفت أنّ ما تم الاتفاق عليه في باريس منذ سنوات، لم يُنفذ، رغم التعهدات الكبرى التي تعهدت بها أغلب دول العالم، والتي أكّدت أن الاعتماد على الوقود المتجدد والطاقة الجديدة والنووية هو الحل الوحيد للأزمة.

وكشفت كذلك أن العالم في خطر حقيقي نتيجة تزايد الانبعاثات الكربونية، التي تهدد الحياة على الأرض. كما كشفت قلة حيلة العديد من البلدان في التعامل مع هذه الأزمة، نتيجة عدم استطاعة الدول الكبرى التخلص من الوقود العادي في الصناعة.

واجتماعات جلاسكو التي جمعت قادة 190 دولة حول العالم، أثبتت الهشاشة التي يعاني منها النظام العالمي، خصوصا فيما يتعلق بالمقارنة بين الحالة الاقتصادية وبين صحّة الإنسان وغذائه وهوائه الذي لابد أن يستنشقه.

وما أصبح معلوماً لقطاع كبير من الرأي العام العالمي، أن مجموعة الدول التى تضم الصين وأمريكا والهند والإتحاد الأوروبى وبعض الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة العشرين، هي الملوث الأكبر للبيئة فى العالم بنسبة تصل إلى ما يزيد عن 75٪ من التلوث الكلي، بينما دول العالم الباقية لا تنتج سوى 25٪ من الملوثات، وإفريقيا والدول النامية هي الأقل على الإطلاق فى زيادة نسبة التلوث والانبعاثات الكربونية شديدة الضرر بالبيئة.

ولكن هل هناك أمل في الإصلاح؟.. فهناك قاعدة إنسانية للأسف يتبعها مواطني العالم الثالث، وهي التحرك في آخر لحظة، فينتظر المواطن وقوع الكارثة فيتحرك. وينتظر الطالب ليلة الامتحان فيبدأ استذكار دروسه، وينتظر المريض الخطر المهدد للحياة فيذهب إلى الطبيب، وهذه للأسف آفة من آفات العالم الثالث، الغريب أن تكون هذه هي آفة العالم، لا ارتباط هنا بين ثالث وأول.

قطعا هناك محددات وتحديات حقيقية تمنع الإصلاح وتقليل التهديد والمخاطر، منها ما يتعلق بالتحالفات السياسية والاقتصادية والتمويل وغيرها، ولكن إرادة الإصلاح هي أهم تلك التحديات التي ربما تعجز كثير من الدول عن تحقيقها.

أخبار ذات صلة

الاستثمار في الأمن الغذائي
أعيدوا لنا 7:15 – 1:30


ولقد شاركت دول عربية عدة في قمة جلاسكو، وسمعنا كلاما بدا مهما من العديد من القادة، بعضها كان ينم عن فهم حقيقي للقضية. وأظن أن أي دولة طالما تعتبر نفسها جزءا ضمن النظام العالمي، عليها اتخاذ خطوات مهمة نحو تحقيق الأهداف التي التزمت بها هذه الدول خلال القمة.

والأمر اللافت للنظر والإيجابي في الوقت نفسه أن مسألة الاهتمام بالبيئة والمناخ دخلت في اهتمامات المواطن العادي، وهذا يعد مكسبا حقيقيا من القمة.